للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن النجار: صحب القاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، وكان خصيصًا به، وتوفي يوم السبت سَلْخ ربيع الأول، سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

وقال ابن القَطِيْعي: كتب إليَّ وأنا مسافر كتابًا، منه: الله الله، كُنْ مُقبلًا مُدِيمًا على شؤونك، مُشتغلًا بما أنت بصدده، ولا تكن مضيَّعًا أنفاسًا معدودةً وأيامًا محسوبة، واجعل ما لا يَعْنِيك دبر أُذُنك، وأغمض عينك عما ليس من حظَّها، واطلب من ريحانه ما حلَّ لك، ودع ما حُرَّم عليك، وبذلك تغلب شيطانك، وتجوز مطالبك والسلام. انتهى.

٩١٣ - (ت ٥٦٩ هـ): عبد الرحمن بن الأسعد الغِيَاثي، الفقيه الحنبلي، المقرئ، أبو بكر، المعروف بابن الأعز، البغدادي.

قال ابن العماد (١): كان في ابتداء أمره يغنَّي وله صوت حسن، ثم تاب وحسنت توبته، وقرأ القرآن في زمن يسير، وتعلَّم الخط في أيام قلائل، وحفظ كتاب الخرقي، وأتقنه، وقرأ مسائل الخلاف على جماعة من الفقهاء، وكان ذكيًا جدًا، يحفظ في يوم واحد ما لا يحفظ غيره في شهر، وسمع من عبد الوهاب الأَنْمَاطي، وسعد الخير الأَنْمَاطي، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وسافر إلى الشام وسكن دمشق مدة، وأمَّ بالحنابلة في جامعها، ثم توجَّه إلى ديار مصر فاستوطنها إلى حين وفاته، وكان فقيهًا فاضلًا، قارئًا مجوَّدًا، طيَّب النغمة.

قال ابن الليثي: كان قويًا في دين الله، متمسكًا بالآثار، لا يَرى مُنكرًا أو يسمع به إلا غيَّره، لا يحابي في قول الحق أحدًا. قال: وصحبته وسمعت عليه، معتقدًا في السنّة، وتوفي سنة تسع وستين وخمس مئة. قاله ابن رجب. انتهى.

قلت: ذكره ابن رجب (٢) كذلك إلا أنه قال في نسبته: عبد الرحمن بن النَّفيس بن الأسعد الغِياثي، فليعلم.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٢٣٣.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٣٠.