الأخيرَ مدةً طويلةً، حتى تأهَّل للتدريس والفتوى، ونابَ عن شيخِهِ في إلقاء الدُّروس في آخر عُمرِهِ، وكان من محفوظاته متن "مختصر المقنع" و"ألفية ابن مالك" وغيرِها، وأصيب بداءِ السِّل، وتوفي ثالث عشر شوال، سنةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وصلَّى عليه شيخُهُ عبد الله بن سليم، ودفن في مقبرة الصَّقعاء، ورَثَاه عبد المحسن بن عُبيد، ورثاه أيضًا عثمان بن بشر، وله من الولد عبد الله، وعبد الرحمن، وبِنْتان، رحمه الله. انتهى.
٢٩٧٠ - (ت ١٣٤٤ هـ): توفيق بن سَعيد بن مُصطفى بن سَعْد الرُّحيبانيُّ الأصل، الشَّهير بالسُّيوطيِّ، الحنبليُّ.
ذكره ابن الشَّطِّي في "روض البشر"(١) فقال: وليَ القضاءَ بدمشق سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وبقيَ بها إلى أن ماتَ سنةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
٢٩٧١ - (ت ١٣٤٥ هـ): الشيخُ حمد بنُ فارس بنِ محمدٍ بنِ رُمَيْح - تصغير رُمْح - النَّجْديُّ، الحَنْبَليُّ.
ذكره الشيخَ سليمان بن حمدانَ فيما وَجَدْتُه بخطِّه وقال: هو شيخُنا الإمامُ العالمُ، العَلَّامَةُ النحويُّ، الفرضيُّ الحيسوبُ، الفلكيُّ الفقيهُ، الوجيه، ولد سَنَةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف تقريبًا، أخبرني بذلك عنه ابنُه محمد، فنشأ على يد والده فهذَّبَه ورَبَّاهُ تربيةً طيِّبَةً، ولازمه ملازمة تامَّةً، فتخصَّصَ عليه في عِلمِ الفرائض، والحساب، وغيرهما من العلوم، وقرأ على الشيخ عبدِ الله بنِ حسين المخضوب، صاحب الخطب، وعلى الشيخ العلامة عبدِ اللطيف بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن أخذ عنه علم النحو وغيره، وتَفَقَّه به، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويهِ زمانِهِ في علم النحو، وصارَ مرجعًا لطلَّاب العلم، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد، وكان مداومًا على التعليم في مسجد الشيخ عبدِ الله بنِ عبدِ اللطيف بعد صلاةِ الصبح إلى السَّاعة