للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نزهًا عفيفًا، عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة، وشعرٌ جيدٌ، وكلامٌ في الوعظ بليغ، وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعًا.

وقال سِبْط ابن الجوزي: كان كثير الحياء، يزور جدِّي، ويسمع معنا الحديث، وذكر أنه استوطن بغداد لوحشةٍ جرت بينه وبين خطيب حرَّان ابن تيميَّة، فإنه خشي منه أن يتقدَّم عليه، وكان يقصد التجانس في كلامه.

وقال ابن النجَّار أيضًا: توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول، سنة إحدى وست مئة، انتهى.

وذكره ابن رجب (١) وقال: قال الناصح ابن الحنبلي: اشتغل بالفقه، وسمع درس شيخنا ابن المَنِّي، وتكلَّم في مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفُتح عليه بالنظم والنثر، ورجع إلى حَرَّان، ووعظ بها مدةً، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مَجْلِسِي، وسألناه أن يجلس، فامتنع، وقال: ما أجلس في بلدٍ تجلس فيه أنت، كأنه يكرمني بذلك، ثم عاد إلى بغداد. وقال ابن القادِسي: كان ديِّنًا صالحًا ذا معرفةٍ، عذبَ العبارة، مليحَ الكلام، كَيِّسًا، متواضعًا، عقد مجالس الوَعْظ ببغداد. انتهى.

١٠٢٦ - (ت ٦٠١ هـ): أحمد - ويُسمّى هبة الكريم أيضًا - ابن عبد الرحمن بن عمر بن أبي نَصْر بن علي بن عبد الدائم بن الغَزال البغدادي، أبو نصر سِبْط أبي العباس بن بَكْرُوس الحنبلي.

ذكره ابن رجب (٢) في ترجمة والده الآتي سنة خمس عشرة وست مئة وقال: ولد سنة ثمانين وخمس مئة، وحفظ القرآن، وقرأ بالروايات الكثيرة على أصحاب سِبْط الخيَّاط، وتفقَّه في المذهب، وتكلَّم في مسائل الخلاف، ووعظ الناس على المنبر، واعتنى به والده، وأَسْمعه الكثيرَ من ابن كُلَيب، وابن بَوْش، وذاكر بن كامل، وابن المَعْطُوش، وابن الجوزي، وأبي محمد بن الصَّابوني، وطبقتهم، وطلب هو


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٦.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ١٠٧.