للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خبر منكر إلا غيَّره، وكان شيخًا مستجاب الدعوة، وصنف التصانيف التي تزيد على مئة مصنف، ولد يوم الاثنين لأربع خلون من شوال، سنة أربع وثلاث مئة، وتوفي يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، ودفن بعُكْبَراء. انتهى.

وقال ابن العماد: هو الفقيه العابد الصالح الحنبلي. قال في "العبر": كان صاحب حديث، ولكنه ضعيف من قِبَل حفظه، روى عن خلق.

وقال ابن ناصر الدين: كان أحد المحدثين العلماء الزهَّاد، وكان في عينه ناصور، وقد وصف له ترك العشاء، فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا ينام حتى يصبح، وكان عالمًا بمنازل النيرين، ويقال: إنه أفتى وهو ابن خمس عشرة سنة. انتهى المراد منه.

وقال الذهبي في "الميزان" (١) - وقد ذكره بكلام طويل متضارب -: هو الفقيه الإِمام، لكنه ذو أوهام، لحق البغوي وابن صاعد، وقد روى ابن بطة عن النجَّاد عن العُطَاردي فأنكر عليه ابن ينَال وأساء القول فيه، حتى همَّت العامة بابن يَنال فاختفى. وقال أبو القاسم الأزهري: ابن بطَّة ضعيف ضعيف.

قال الذهبي: ومع قلة إتقان ابن بطَّة في الرواية كان إمامًا في السنّة، إمامًا في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة، رضي الله عنه. انتهى المراد منه.

وقال ابن حجر في "اللسان" (٢) بعد أن أورد له أحاديث: ما أدري ما أقول في ابن بطَّة بعد هذا؟! وقال أبو الفتح القوَّاس: ذكرت لأبي سعيد الإِسماعيلي ابنَ بطَّة وعلمَه وزهده فخرج إليه، فلما عاد قال لي: هو فوق الوصف. وقال أبو ذر الهروي، وكان يحفظ ويفهم، ورحل إلى خراسان، قال: خرجت إلى عُكْبَراء، فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة وعن ابن بطَّة، ورجعت إلى بغداد، فقال الدارقطني: أيش كتبت عن ابن بطَّة؟ قلت: كتاب "السنن" لرَجَاء بن المُرَجَّى، حدثني به عن حفص بن عمر


(١) ميزان الاعتدال: ٣/ ١٥.
(٢) لسان الميزان: ٤/ ١١٤.