الفرائض والنَّحْو على الشَّيخ عَبْد الله الكُرْدِيِّ، وقرأ على الشَّيْخ عَبْد الرَّحمن الكزبريِّ، والشَّيخ حَامِد العَطَّار، والشَّيخ عبد الرحمن الطِّيبيَّ، والشَّيخ المصالحي ومُلَّا علي أفندي السُّوَيْديِّ، والشَّيخ خليل الخشة، وأخذ حديث الأوَّلية من الشَّيخ عُمَر المُجْتَهِد، وأخذ عن غَيْرِهِمْ بدِمَشْق، ورَحَل إلى بَغْداد سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين وألْف، فأخذ عن مشايخ أجَلُّهم الشَّيخ محمد البكيري، وتَشَرَّف بالأقطار الحِجَازية سنَةَ اثنتين وثلاثين ومئتَيْن وألف، فأخذ عن مشايخ من أجلِّهم الشَّيخ محمد بن طاهر الكُورَانيِّ.
وألَّف صاحبُ التَّرجمة مؤلَّفاتٍ نافِعةً منها: كتاب "منحة مَوْلى الفَتْح في تَجْريد زَوائِد الغَايَة والشَّرْح" مجلَّدٌ كبيرٌ، و"النِّثار على الإظهار" مجلَّد، و"مختَصَر شَرْح عقيدة السَّفَارينيّ" مجلد وشرح على رسالة في "أَنْ المصدرية"، وشرح على "الكافي في العَروض والقوافي" و"سِبْط الرَّاحة لتَنَاول المَسَاحة"، مجلد، و"شَرْح على حِزْب النواوي"، و"مَنْسَك كبيرٌ"، و"مِعْراج"، و"مولد وعَقِيْدة"، و"ثبت"، و"رسالة في البَسْمَلَة"، و"رسالة في فسخ النكاح". وكان صاحب التَّرْجَمَة مُتَبَحِّرًا في العُلُوم، مُتَحلِّيًا بحُلِيِّ المَنْطُوق والمفهوم، ولمَزِيْدِ وَرَعِهِ لَمْ يعِهَد له تداخلٌ في أمور الحُكُومة، حتى توَّلت مُريدُوه المَنَاصب العِلْميَّة وهم خاضعون لفَضْله، ومن تَلَامذَته قاضي دِمَشق سعيد أفَنْدي الأسْطُوانِي، ورضا أفندي الغَزِّي، وأخوه حُسَين أفندي، والسَّيِّد مُفْتي دِمَشْق عُمَر أفنْدِي، وأخوه أسَعْد أفَنْدي، والشَّيخ بَكْري، والشَّيخ عُمَر، والشَّيخ إبراهيم أحفاد الشِّهاب العَطَّارِ، والشَّيخ أحمد مُسْلم الكزبري، والقاضي الشَّافعي سَلِيم سِبْط الطِّيْبي، والمُفْتي محمد أفنْدي الشَّافعي الغَزِّي، ودَرُويش أفندي العَجْلاني، والشَّيخ القاضي محمد البَرْقاويُّ الحنبليُّ، والمفتي الشَّيخ سَعيد السيُوطيُّ الحنبليُّ، والشَّيخ محمد الطِّيبيُّ مفتي البِلاد الحوْرانيَّة، والشَّيخ عَبْد الله القَدُّوميُّ الحنبليُّ شَيخُ الدِّيَار النَّابُلُسيَّة، والشَّيخ يُوسُف البَرْقاويُّ شيخ رُوَاقِ الحَنَابِلة في الأَزْهَر، والشَّيخ محمد خَطِيْبُ دُوما وغيرهم. وله نَظْمٌ قليلٌ، ولم يَزَلْ على طريقته المُثلى إلى أنْ تُوُفِّي بُعَيْد الغُرُوب، ليلةَ السَّبْت، رابعَ عَشَر جُمَادى الثَّانية، سنةَ أربع وسبعين ومئتَيْن وألْف، ودُفِنَ بمَحْفل عظيمٍ في السَّفح القَاسِيُونيِّ في مَقْبرة بني الشَّطِّي. انتهى المُرَادُ من تَرْجَمَةٍ طويلةٍ جدًا.