للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمني على الدنيا السلام جميعها … ولست على أبنائها أتأسف

لقد حل في ذا العام مفقد عالم … بمفقده شمس من العلم تكسف

لقد حل في ذا العام مفقد عالم … به حل في أطراف أرض تخوف

فقدنا بهذا العام نجل محمد … هو ابن سليم الزاهد المتصوف

فقدنا بهذا العام بدر هداية … فيا عمر من ذاك بعد يخلف

فلو أن فيك الموت يقبل فدية … لكنت بهذا الأمر للروح أصرف

فيا عمر أفديك بروحي ومُهجتي … فأفعالك الحسنى بنا لا تكيف

فأنت الذي في العلم مدت أنامل … إليك فعادت بعد مد تكفكف

فحقًا وجوه الفقه زال جمالها … وعن جسمها طوي القميص المفوف

وحقًا فما للفقه بقي مفرع … وأسماع طلاب له لا تشنف

وحقًا طريق المذهب الآن هابه … جسور بما أبداه أحمد يكلف

وحقًا عويصات المسائل أبقيت … كآي صفات بالتلاوة تتحف

وحقًا بكى المغني وكافي وغاية … وإقناعهم شرحًا أراد المصنف

وحقًا فمغني النحو أصبح مشكلًا … وكل غريب فيه ليس يعرَّف

وحقًا فجار الله (١) دق اعتزاله … وما دس كشافه ليس يكشف

وحقًا فلن ينهى مراد نهاية … عليه غريب فهمه ستوقف

فسيافه في البحث قاطعة الظبا … بها امتاز ما قد صححوا والمزيف

يقوم بإيضاح المسائل جاهدًا … وأشتاتها بعد افتراق يؤلف

وأقلامه فيه الأوابد لم تزل … بتقييد علم من مداده تغرف

له قدم في الفقه سابقة الخطى … كما في كمال الدين والعقل يوصف

فكم كان يحيى فيه ليلًا كأنما … يصيد بفخ الفهم درًا ويكتف


(١) يعني أن الزمخشري محمودًا المسمى جار الله في تفسيره المسمى الكشاف أمور من الاعتزال وهي دقيقة لا يعرفها إلا ذو المعرفة من العلماء، يشير بأن نُقَّاد العقائد قليلون ومَنْ يعرِف الاعتزال بعد الشيخ عمر بن محمد بن سليم (بن عبيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>