للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبان الخفايا بل إذا لبيانه … أردت اختبارًا سحر باب يردف

مثقفة ألفاظه عذبة الجنا … فما غير ذاك اللفظ قيل المثقف

طوى الموت من في العلم أصبح ساعيًا … بعزم صحيح مقدمًا لا يسوف

قفوا خبرونا من يقوم مقامه … ومن ذا بمحراب الهداية يعكف

قفوا خبرونا من يوقف طالبًا … على غامض الآيات لا يتكلف

قفوا خبرونا من إذا ولي القضا … فميزانه القسطاس ليس يطفف

ومن ذا تطيب النفس يومًا بقوله … سواه ومن ذا بعده قيل منصف

هو الجبل الراسي تهدم ركنه … قفوا نبكه يا أمة المصطفى قفوا

حوى من مواريث النبوة إِرثه … وصارت به أعلام علم ترفرف

وفي موته الأعلام عادت إلى الثرى … ورد به الأعلام ما منه خلفوا

تنكر هذا العصر لكن فإنه … بطيب ثنا أبقاه فينا معرف

وقد لبست نجد ثياب حدادها … على زوج فضل لا عن الحق ينكف

لئن مهد التمهيد مضجعه له … فكوكب ما أبقى من العلم مشرف

سأبكيه بالدرين دمعي ومنطقي … بسلك تآبين عليه تؤلف

أجاوب ورقاء الحمام بشجوها … وأغلبها في لوعتي حين أهتف

سأنشد قبرًا حل فيه رثاءه … وأعصي عذولًا شاء عن ذاك يصدف

فلهفي لا مدحي عليه تحولت … رثاء بها تلك المدامع تنطف

ولكن فما بعد النبي محمد … رجاء بقاء والخلد لا يتشوف

فما نحن إلا ركب موت إلى البلا … صروف الليالي للمنية تقذف

فهذا سبيل العالمين جميعهم … فذا لا حقٌ هذا وهذاك يسلف

فيا رب روي الروح في صوب رحمة … فقد كان في الدنيا بها يتعطف

وروحه بالريحان والروح والرضا … وألحق به في الحشر من فيه يشغف

وأرخ فقيه العصر حين رثائه … قضى عالم الدنيا لمولاي يأزف

<<  <  ج: ص:  >  >>