أبان الخفايا بل إذا لبيانه … أردت اختبارًا سحر باب يردف
مثقفة ألفاظه عذبة الجنا … فما غير ذاك اللفظ قيل المثقف
طوى الموت من في العلم أصبح ساعيًا … بعزم صحيح مقدمًا لا يسوف
قفوا خبرونا من يقوم مقامه … ومن ذا بمحراب الهداية يعكف
قفوا خبرونا من يوقف طالبًا … على غامض الآيات لا يتكلف
قفوا خبرونا من إذا ولي القضا … فميزانه القسطاس ليس يطفف
ومن ذا تطيب النفس يومًا بقوله … سواه ومن ذا بعده قيل منصف
هو الجبل الراسي تهدم ركنه … قفوا نبكه يا أمة المصطفى قفوا
حوى من مواريث النبوة إِرثه … وصارت به أعلام علم ترفرف
وفي موته الأعلام عادت إلى الثرى … ورد به الأعلام ما منه خلفوا
تنكر هذا العصر لكن فإنه … بطيب ثنا أبقاه فينا معرف
وقد لبست نجد ثياب حدادها … على زوج فضل لا عن الحق ينكف
لئن مهد التمهيد مضجعه له … فكوكب ما أبقى من العلم مشرف
سأبكيه بالدرين دمعي ومنطقي … بسلك تآبين عليه تؤلف
أجاوب ورقاء الحمام بشجوها … وأغلبها في لوعتي حين أهتف
سأنشد قبرًا حل فيه رثاءه … وأعصي عذولًا شاء عن ذاك يصدف
فلهفي لا مدحي عليه تحولت … رثاء بها تلك المدامع تنطف
ولكن فما بعد النبي محمد … رجاء بقاء والخلد لا يتشوف
فما نحن إلا ركب موت إلى البلا … صروف الليالي للمنية تقذف
فهذا سبيل العالمين جميعهم … فذا لا حقٌ هذا وهذاك يسلف
فيا رب روي الروح في صوب رحمة … فقد كان في الدنيا بها يتعطف
وروحه بالريحان والروح والرضا … وألحق به في الحشر من فيه يشغف
وأرخ فقيه العصر حين رثائه … قضى عالم الدنيا لمولاي يأزف