للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج، وأبو بكر الشافعي، والدارقطني، وغيرهم من تلك الطبقة، وخرج إلى سجستان فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأبى، وقال: ليس معي كتاب، فقيل له: ابن أبي داود وكتاب؟! فأثاروه، فأملى عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظه، فخطأه الحفاظ في ستة أحاديث، ثلاثة حدث بها كما حفظها، وثلاثة أخطأ فيها.

ولد سنة ثلاثين ومئتين، وتوفي لاثنتي عشرة خلت من ذي الحجة، سنة ست عشرة وثلاث مئة، ودفن في مقبرة باب البستان، وصُلي عليه ثمانين مرة، صلى عليه زهاء ثلاث مئة ألف إنسان أو أكثر. انتهى المراد من كلام النابلسي.

وقال الذهبي في "المغني" (١): إنه ثقة، كذبه أبوه في غير الحديث.

وذكره أيضًا في "الميزان" (٢) فقال: هو أحد الحفاظ الثقة، صاحب التصانيف، وثَّقه الدارقطني، فقال: ثقة، إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث. وذكره ابن عدي، فقال: لولا ما شرطنا لما ذكرته، إلى أن قال: وهو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه هو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه. قال أبو داود: ابني عبد الله كذاب. وقال أبو داود أيضًا: من البلاء أن ابني عبد الله يطلب القضاء. وقال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر بن أبي داود كذاب. وقال الخلال: أبو بكر ابن أبي داود أحفظ من أبيه أبي داود. وروى ابن شاهين عن أبي بكر ابن أبي داود أنه كتب في شهر عن أبي سعيد الأشج ثلاثين ألف حديث. وقال أبو بكر النّقاش: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول: إن "تفسيره" فيه مئة ألف وعشرون ألف حديث. وقال صالح بن أحمد: الحافظ أبو بكر ابن أبي داود إمام العراق، كان في وقته ببغداد مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الإِصابة والإِتقان ما بلغ.


(١) المغني: ٣١٤.
(٢) ميزان الاعتدال: ٢/ ٤٣٣.