للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التفسير والتَّدريس بعد ابن عمه. وكان رجلًا فاضلًا في مذهبه وغيره. وجرى لي معه مُباحثات كثيرة، ومناظرات عديدة. وقال الحافظ عزُّ الدِّين الشَّريف: حدَّث بالحجاز، والعراق، والشّام، وبلده حرّان. ودرَّس وصنَّف. وكان من أعيان العُلماء، وأكابر الفُضلاء. وقال الذهبي: قال شيخُنا: كان جدُّنا عجبًا في حفظِ الأحاديث وسَرْدِها، وحفظ مذاهب النَّاس بلا كلفة. وقال الذهبي: وكان الشيخ مجد الدين، معدومَ النظير في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله، بارعًا في الحديث ومعانيه، له اليد الطُّولى في القراآت ومعرفتها، ومعرفة التفسير. وصنَّف التصانيف، واشتهر اسمُه، وبَعُدَ صيتُه. وكان فردَ زمانه في معرفة الحديث والمذهب، مُفرطَ الذَّكاء، متين الدِّيانة، كبير الشَّأن. وكان يُفتي أحيانًا أنَّ الطَّلاق الثلاث المجموعة، إنما يقع منها واحدة فقط. وتوفي رحمه الله يوم عيد الفطر، بعد صلاة الجمعة منه، بحرَّان، سنة اثنتين وخمسين وست مئة، ودفن بظاهرها. انتهى مُلَخَّصًا.

وذكره ابنُ رجب (١)، وقال: قال الذهبي: حكى البُرهان المَراغي: إنه اجتمع بالشيخ المجد، فأورد نُكتةً عليه. فقال المجد: الجواب عنها من ستِّين وجهًا. الأول كذا، والثاني كذا، وسردها إلى آخرها. ثم قال للبُرهان: رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضَع وانبهر. قال ابنُ رجب: وتصانيفُه كثيرة، منها: "أطراف أحاديث التفسير"، رتَّبها على السُّور مَعُزوَّة، و"أُرجوزة في علم القراآت"، و"الأحكام الكُبرى" في عدَّة مجلدات، و"المُنتقى من أحاديث الأحكام"، وهو المشهور، انتقاه من "الأحكام الكبرى". و"المُحرَّر في الفقه"، و"مُنتهى الغاية في شرح الهداية" بيَّض منه أربع مجلدات كبار، إلى أوائل الحج، والباقي لم يُبيِّضْه، و"مُسَوَّدة في أصول الفقه" مجلد، وزاد فيها ولدهُ، ثم حفيدُه أبو العباس. و"مُسَوَّدة في العربية" على نمط "المُسَوَّدة في الأصول". وأخذ الفقه عنه ولدهُ شهاب الدين عبد الحليم، وابن تميم صاحب "المختصر"، وغيرهما.

وقد كثر ذكرهُ في التَّراجم، مُفردًا وغير مُفرد، منهم: ابنُ شاكر في


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٤٩.