للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكثير وحَصَّل الأصول، وصَنّف تصانيفَ مفيدةً. ذكره عمر بن الحاجب في "معجمه" فقال: شيخُنا هذا أحد الحُفَّاظِ المُجَوَّدين في هذا الزمان، طاف البلاد، وسمع الكثير، وصَنَفَّ كتبًا حسنةً في معرفةِ علومِ الحديث، والأنساب، وكان إمامًا، زاهدًا ورعًا، ثَبْتًا، حسنَ القراءةِ. مليحَ الخطَّ، كثيرَ الفوائد، متحريًا في الرواية، حُجَّةً فيما يقولُه ويصنفه ويجمعه من النقل، ذا سَمْتٍ، وَوَقارٍ، وعفافٍ، حسنَ السيرةِ، جميلَ الظاهِرِ والباطن، سخَيَّ النَّفْسِ مع القِلَّة، قانعًا باليسير، كثيرَ الرَّغبةِ إلى الخَيْرات.

سألتُ الحافظَ الضِّياءَ عنه فقال: حافظٌ، دَينٌ، ثِقَةٌ، صاحبُ مروءةٍ، كريمُ النفس كثيرُ العِبَادَةِ، كثيرُ الفائدة، مشهورٌ بالثقة، حُلو المنطقِ.

وسألتُ البِرْزَاليَّ عنه فقال: ثقةٌ دَيَّنٌ، مفيدٌ. انتهى.

وقال المنذري (١): الحافظُ أبو بكرٍ ابنُ نقطة، سمعتُ منه وسَمِعَ مني بِجيْزَة فُسطاط مِصْرَ وغيرها، وكان أحدَ المشهورين.

وقال ابنُ خلكان: دخل خراسان، وبلاد الجبل، والجزيرة، والشام، ومصر، ولقي المشايخ، وأخذ عنهم، وكَتَب الكثيرَ، وعَلَّقَ التعاليق النافعة.

وقال ابنُ رجب: روى عنه المنذري والسيفُ بنُ المجد، وابنُ الأثري، وابنُه اللَّيْثُ بنُ نقطة، وغيرُهم.

وذكر ابنُ الأَنْماطي أنَّه سأله عن نسبتهِ فقال: جاريةٌ رَبَّتْ جَدَّتي أمَّ أبي اسمها نُقْطَة عُرِفْنا باسمها.

وتوفي في سِنَّ الكُهُولة بُكْرَةَ يومِ الجُمُعَة ثاني عشري صَفَرَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ وست مئة ببغداد، ودُفِنَ عند قبر أبيه. انتهى.

وذكره ابنُ رجب (٢) بترجمةٍ حافلةٍ جدًا، وله تصانيفُ ذكر ابن العماد وابنُ رجب منها: "الذيل على الإِكمال" لابن ماكولا في مجلدين، وكتاب آخر في


(١) التكملة لوفيات النقلة: ٣/ ٣٠٠.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ١٨٢.