للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سعد الدين أبو محمد، وأبو عبد الرحمن أيضًا.

قال ابن رجب (١): ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وست مئة، وسمع بمصر من ابن البُرْهان، والنَّجيب الحَرَّاني، وابن علَّاف، وجماعة من أصحاب البُوْصِيْري وطبقته، وبالإِسكندريَّة من عثمان بن عوف، وابن الفرات، وبدمشق من ابن أبي الخير، وابن الصَّيْرَفي، وخلق من هذه الطبقة، وعُنِي بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير، وخرَّج لجماعة من الشيوخ معاجم منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والأَبَرْقُوهي وغيرهما، وتفقَّه على ابن أبي عمر وغيره، وبرع وأفتى وصنّف، وكلامه في الحديث أجود من كلامه في الفقه، فإنه كان أجود فنونه، وكان يكتب خطًّا حسنًا، حلوًا متقنًا، وخطه معروف، وحَجَّ غير مرَّةٍ ودَرَّس بعدة أماكن كالمنصوريَّة، وجامع الحاكم، وولي القضاءَ سنتين ونصفًا، وكان سُنِّيًّا أثريًا، متمسكًا بالحديث. قال الذَّهبيُّ في "معجمه" كان فقيهًا مناظرًا، مفتيًا عالمًا بالحديث وفنونه، حسن الكلام فيه، وفي الأسماء، ذا حظًّ من عربيَّة وأصول، خرّج لغير واحدٍ، وأقرأ المذهب ودَرَّس، ورأس الحنابلة، وروى عنه إسماعيل الخبَّاز، وهو أسن منه، وأبو الحجاج المِزِّي، والبِرْزالي، وتوفي سحر يوم الأربعاء، رابع عشر ذي الحجة، سنة إحدى عشرة وسبع مئة بالقاهرة، ودفن من يومه بالقَرَافة. والحارثي: نسبةً إلى الحارِثِيَّة، قريةٌ ببغداد. انتهى.

وذكره ابن العماد (٢)، وابن حَجَر في "الدُّرر" (٣) والشوكاني في "البدر الطالع" (٤) وغيرهم.

وله تصانيف منها شرح قطعة من "المقنع" في الفقه لابن قُدَامة من العارية إلى الوصايا، ومنها شرح بعض سنن أبي داود و"الأمالي"، خرجها لنفسه، وتكلم فيها


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٦٢.
(٢) شذرات الذهب: ٦/ ٢٨.
(٣) الدُّرر الكامنة: ٦/ ١٠٨.
(٤) البدر الطالع: ٢/ ٣٠٢.