ضياء الدين، وابن قميرة وخلق، وأكثر عن الحافظ الضِّياء، حتَّى قال: سمعت منه أكثر من ألف جزء، وكتب كثيرًا من الكتب الكبار والأجزاء، وأجاز له خلقٌ من البغداديين، كالسُّهْرَوَرْدي، والقَطِيْعي، ومن المصريين كابن عمار، وعيسى بن عبد العزيز، وابن باقا، ولازم الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأخذ عنه الفقه، والفرائض وغير ذلك.
قال البرزالي: شيوخه بالسماع نحو مئة شيخ، وبالإِجازة أكثر من سبع مئة شيخ، وخرجت له المشيخات والعوالي، والمصالحات، والموافقات، ولم يزل يقرأ عليه إلى قبل وفاته بيوم واحد. قال: وكان شيخًا جليلًا، فقيهًا كبيرًا، بهي المنظر، وضيء الشيبة، حسن الشكل، مواظبًا على حضور الجماعات، وقيام الليل والصيام والتلاوة، وأوراد وعبادات، وكان عارفًا بالفقه خصوصًا كتاب "المقنع"، قرأه وأقرأه مرَّاتٍ، وكان قوي النفس، لين الجانب حسن الخُلُق، متوددًا إلى الناس، حريصًا على قضاء الحوائج وعلى النفع المتعدي، وحدَّث بثلاثيات البخاري سنة ستٍ وخمسين وست مئة، وحدث بجميع الصحيح سنة ستين، وولي القضاء سنة خمسٍ وتسعين.
وقال الذَّهبيُّ: كان إمامًا محدَّثًا، أفتى نيَّفًا وخمسين سنةً، وبرع في المذهب، وتخرج به الفقهاء، وروى الكثير، وتفرد في زمانه، وكان يقول: لم أُصَلِّ الفريضة قطُّ منفردًا إلا مرتين، وكأني لم أصَلِّهما، وسمع منه الأبيوردي وذكره في "معجمه" مع أنَّه توفي قبله بدهر، وابن الخَبَّاز، وتوفي قبله بمدةٍ، وسمع منه أئمة وحفاظ، وروى عنه خلقٌ كثيرٌ، وتوفي ليلة الاثنين، حادي عشري ذي القعدة، سنة خمس عشرة وسبع مئة بمنزله بالدير فجأةً، وكان قد حكم يوم الاثنين بالمدينة، وطلع إلى الجبل آخر النهار، فعرض له تغير يسير، وتوضَّأ للمغرب، ومات عقب المغرب، ودفن من الغد بتربة جده الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابن رجب (١) وقال: قال الذَّهبيُّ: كان صاحب نيل ومعروفٍ، ولين