للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنواع الفنون، وعلَّق عنهم، وسمع الحديث من الرَّشيد بن أبي القاسم، وإسماعيل بن الطَّبَّال، والمفيد عبد الرحمن بن سليمان الحَرَّاني، والمحدث أبي بكر القلانسي وغيرهم، ثم سافر إلى دمشق، سنة أربع وسبع مئة، فسمع بها الحديث من القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وغيره، ولقي الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والمِزِّي، والشيخ مجد الدين الحَرَّاني، وجالسهم، وقرأ على أبي الفتح البَعْلي بعض ألفية ابن مالك، ثم سافر إلى ديار مصر سنة خمسٍ وسبع مئة، فسمع بها من الحافظ عبد المؤمن بن خلف، والقاضي سعد الدين الحارثي، وقرأ على أبي حيان النحوي "مختصره" لكتاب سيبويه، وجالسه، ثم سافر إلى الصَّعيد، ولقي بها جماعةً، وحجَّ وجاور بالحرمين الشريفين، وسمع بها، وقرى بنفسه كثيرًا من الكتب والأجزاء، وأقام بالقاهرة مدةً، وولي بها الإِعادة بالمدرستين المنصورية والناصرية في ولاية الحارثي، وصنف تصانيف كثيرةً، ويقال: إن له بقُوص خزانةَ كتب من تصانيفه، فإنه أقام بها مدةً، وكان مع ذلك كله شيعيًا منحرفًا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال في نفسه:

حنبليٌّ رافضيٌّ أشعريُّ … هذه إحدى العبر

قلت: لا يستقيم وزن البيت، ولعله:

حنبليٌّ رافضيٌّ وكذا … أشعريٌّ هذه إحدى العِبَرْ

قال ابن رجب: ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من كلامه وتصانيفه، حتى إنه صنّف كتابًا سماه "العذاب الواصب على أرواح النواصب" ولقد افتضح أخيرًا، وضُرب، وطِيْفَ به، وصرف عن المدارس التي كانت بيده، وحُبس أيامًا ثم أطلق، فخرج مسافرًا، ومات بالخليل سنة ستَّ عشرة وسبع مئة في شهر رجب. انتهى المراد منه.

وقد ذكره ابن العماد (١)، وابن حَجَر (٢)، وابن الشَّطي (٣)، والسُّيُوطي في "بغية


(١) شذرات الذهب: ٦/ ٣٩.
(٢) الدُّرَر الكامنة: ٢/ ٢٩٥.
(٣) مختصر طبقات الحنابلة: ٦٠.