للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الفضل بن العَبَّاس بن عبد الله بن معن بن زائدة الشيباني المروزي الأصل، البغدادي، الحنبلي، كمال الدين الأَخْبَاري، مؤرخُ الآفاق، العالم، المتكلم، الكاتب، المؤرخ، ابن الصابوني ويعرف بابن الفوطي محركًا نسبة إلى بيع الفوط، وكان الفوطي المنسوب إليه جَده لأمه.

قال ابن العماد (١): ولد في سابع عشر المحرم سنة اثنتين وأربعين وست مئة بدار الخِلافة من بغداد، وسمع بها من الصَّاحِب محيي الدين بن الجوزي، ثم أسِرَ في واقعة بغداد وخَلَّصه النصير الطُّوْسِي الفيلسوف وزير الملاحدة فلازمه وأخذ عنه علوم الأوائل، وبرع في الفلسفة وغيرها، وأمده بكتاب "الزيج" وغيره من علوم النجوم، واشتغل على غيره في اللغة والأدب حتى برع ومهر في التاريخ والشعر وأيَّام النَّاس، وأقام بمراغة مدة، ووَلِيَ بها كتبَ الرصد بِضْعَ عَشْرَة سنة، وظقر بها بكتبٍ نفيسة، وحَصَّل من التواريخ ما لا مزيد عليه، وسمع بها من المبارك بن المستعصم بالله سنة ست وستين، ثم عاد إلى بغداد وبقي بها إلى أنْ مات، وسمعَ ببغدادِ الكثير، وعُنِيَ بالكثير، وعُدَّ من الحفاظ حتى ذكره الذَّهَبِيُّ في طبقاتهم وقال: له النظمُ والنثرُ والباعُ الأطْوَل في تَرصيع تراجم النَّاس، وله ذكاءٌ مفرط وخط منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، وسمع منه الكثير، وعُنِيَ بهذا الشأن وجَمَعَ وأفاد فلعل الحديث أن يكفِّر عنه، وكتب من التواريخ ما لا يُوْصَف، وقد تُكلِّم في عقيدته وفي عدالته، قال الذهبي: وهو في الجملة أَخْبَارِيٌّ عَلَّامَةٌ ما هو بدونِ أبي الفرج الأَصْبَهَاني وكان ظريفًا، متواضعًا، حسنَ الأخلاق. انتهى المراد منه.

وذكره ابنُ رجب (٢) وقال: له نظمٌ كثيرٌ حسن، وخَطُّه في غاية الحسن، وقد تُكلَّم في عقيدته وفي عدالته، وسمعتُ من بعض شيوخنا ببغداد شيئًا من ذلك، وقد


(١) شذرات الذهب: ٦/ ٦٠.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٧٤.