للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مصر، وأخذُوا عنه، وأقام بها مدَّةً يدرَّس، ويشغل، ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أنْ وَلِيَ القضاء بدمشق بعد جمال الدين المَرْدَاوي سنةَ سبعٍ وستين وسبع مئة، وكان عنده مداراةٌ وحبٌّ للمنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة، وباشر القضاء دون الأربع سنين إلى أنْ ماتَ وهو قاضٍ.

وذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه المختص" والحسيني وقال فيه: مفتي الفرق، سيفُ المناظرين، وبالغ ابنُ رافع وابنُ حبيب في مدحه، وله اختياراتٌ في المذهب منها: بيع الوقف للحاجة، ومنها أنَّ النُّزولَ توليةٌ.

توفي بمنزله بالصَّالحية يوم الثلاثاء رابع عشر رجب سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، ودفن بتربة جدِّه الشيخ أبي عمر. انتهى.

وذكره ابن حجر في "الدُّرر" (١) وقال: خرَّج له ابنُ سعد مشيخةً عن ثمانية عشر شيخًا حدث بها، واشتغل بالعلم فبرع في الفنون، وكان بارعًا في العلم بعيد الصيت، قديم الذكر، وله نظمٌ وذهنٌ سيَّال، وأفتى في شبيبته، وأجازه ابنُ تيمية في الإِفتاء. انتهى المراد منه.

وذكره التقي ابن مفلح في "طبقاته" (٢)، وصاحب "المدخل" (٣)، وابن الشطي في "مختصره" (٤) وغيرهم.

وله تصانيفُ كثيرةٌ منها: "القصد المفيد في حكم التوكيد"، وكتاب "مسألة رفع اليدين"، و"الكلام على قوله تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} "، وكتاب "الفائق في المذهب"، وكتاب في أصول الفقه مجلد كبير، و"الرَّد على الكِيا الهَرَّاسي" كتبَ منه مجلَّدين، وشرح قطعة من "المنتقى" سمَّاها: "قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام"، و"تنقيح الأبحاث في رفع التيمُّم في الأحداث"، وكتاب "المناقلة في


(١) الدُّرر الكامنة: ١/ ١٣٨.
(٢) المقصد الأرشد: ١/ ٩٢.
(٣) المدخل لابن بدران: ٤١٠.
(٤) مختصر طبقات الحنابلة: ٧١.