للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزهري، ودرَّس وناظر، واجتمع عليه الطلبة، وانتفعوا به، وصنف في الفقه والأصول، وناب في الحكم عن قاضي القضاة علاء الدين بن المنجا، رفيقًا للشيخ برهان الدين بن مفلح، ثم ترك النيابة، وتوجه إلى مِصْر، وعُيِّن له وظيفة القضاء، فلم ينبرم لذلك، واستقر مدرَّس المنصورية إلى أن توفي يوم عيد الفطر، وقيل الأضحى، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد جاوز الخمسين. انتهى.

وذكره السَّخاوي في "الضَّوء" (١) فقال: علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي، علاء الدين، يعرف بابن اللَّحَّام وهي حرفة أبيه، ولد بعد سنة خمسين وسبع مئة ببَعْلَبَك، ونشأ بها في كفالة خاله، لكون أبيه مات وهو رضيع، فعلَّمه صنعة الكتابة، ثم حبب إليه الطَّلب، فطلب بنفسه وتفقه على الشمس ابن اليونانية، ثم انتقل إلى دمشق، وتلمذ لابن رجب وغيره، وبرع في مذهبه، ودرَّس وأفتى، وشارك في الفنون، وناب في الحكم، ووعظ بالجامع الأموي في حلقة ابن رجب بعده، وكانت مواعيده حافلةً، ينقل فيها مذاهب المخالفين محررةً من كتبهم، مع حسن المجالسة، وكثرة التواضع، ثم ترك الحكم بآخره، وانجمع على الإشغال، ويقال: إنه عُرض عليه قضاء دمشق استقلالًا فأبى، وصار شيخ الحنابلة بالشام مع ابن مفلح، وانتفع الناس به، وقد قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق، فسكنها وولي تدريس المنصورية، ثم نزل عنها، وعين للقضاء بعد موت الموفق بن نصر الله، فامتنع فيما قيل، ومات بعد ذلك بيسير في يوم عيد الأضحى. وقال المقريزي: عيد الفطر سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد جاوز الخمسين. ذكره ابن حجر في "إنبائه"، والمقريزي في "عقوده" انتهى.

وله مصنفات منها "القواعد الأصولية". قال البدراني (٢): مختصرةٌ مفيدةٌ جدًا. أوله نحو تسع ورقات تشتمل على كشف مسائل هذا الكتاب مرتبةً على أبواب الفقه، ومنها "الأخبار العلمية في اختيارات الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة"،


(١) الضوء اللامع: ٥/ ١٨٧.
(٢) المدخل إلى مذهب الإمام أحمد: ٤٥٧.