للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستحضارٌ لكثير من التَّاريخ، والأدَبيَّات، والمُجُون، وقد أقام بالقَاهِرَة مدةً، ثم سكن دمشق، ثم رجع إلى القاهِرَة انتهى.

وكان يفتي بما يُنْسَبُ لابن تيميَّة في مسألة الطلاق، حتى امْتُحن بسببها على يد جمال الدِّين البَاعُونيِّ، وصُفِع وأُركِبَ على حمارٍ، وطيفَ به في شوارع دمشق وسُجن، على أنَّه ولي مشيخة مدرسة أبي عمر بصَالحيَّة دِمَشْق، ثم رَغِبَ عنها لعبد الرَّحمن بن داود. ومات ليلة السبت، سادس عشر رَجَب، سنة اثنتين وستَّين وثمان مئة. انتهى ملخصًا.

وقد ذكرته هنا تبعًا للسَّخَاويِّ، فقد ذكره ابن العِمَاد (١) فيمن تُوُفِّي سنة ثمانٍ وخمسين فقال: وفي سنة ثمان وخمسين وثمان مئة توفِّي عفيف الدين أبو المعالي، علي بن عبد المحسن بن الدَّوَاليْبِي البَغْداديُّ، ثم الشَّاميُّ الحنبلي، الخطيبُ، شَيخ مدرسة أبي عمر، ولد ببغداد في حادي عِشري المحرَّم، سنة تسعٍ وسبعين وسبع مئة، وسمع بها من شمس الدَّين الكرماني "صحيح البُخاري" سنة خمسٍ وثمان مئة، وقدم دمَشْق فاستوطنها، وولي خطابة الجامع المُظَفَّريِّ، ومشيخة مدرسة الشيخ أبي عُمَر، وكان إمامًا عالمًا، ذا سندٍ عالٍ في الحديث، وتوفِّي بصالحيَّة دمَشْق، ودُفن بالسَّفح، انتهى.

قلت: وسبب امتحانه بمَسْأَلة الطَّلاق المذكورة واتَّباعه ابن تيميَّة هي فضيلة له عند المُحَقِّقين، ورحمه الله، وأَجْزل ثوابه، وأمثاله من العاملين بالسُّنَّة، الصَّابرين على الْمِحَنة بسبب ذلك.

وذكره ابن عبد الهادي (٢).

وذكر له في "معجم المؤلِّفين" (٣)، كتاب "الإرشاد في فضل أرباب الذِّكر والجهاد".


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٩٣.
(٢) الجوهر المنضَّد: ١٠١.
(٣) معجم المؤلفين: ٧/ ١٤٢.