للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَنْظُوماتِ وتوضيحاتها، إلى غير ذلك من التَّواريخ. والمَجَاميع، واختصر "تصحيحَ الخِلاف المُطْلَق في المُقْنع" للشَّيخ شمس الدِّين عبد القادر النَّابُلُسي، وكان ينظُمُ الشعْر الحَسَن، وكان مَرْجِع الحنابلة في الدِّيار المِصْريَّة إليه، ولم يزل كذلك إلى أن تُوفِّي ليلةَ السَّبت، حادي عَشَرَ جمادى الأولى، سنةَ وستَ وسبعين وثمان مئة، وصلَّى عليه السُّلطان قايتباي، والقُضَاةُ، وأركان الدَّوْلة، وكانت جنازتُه حافلةً، ودُفن بالصَّحراء من القاهِرة. قال ذلك كله ابن العماد في "الشَّذرات" (١).

وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء" (٢) وأطْنَب في ترجمته، ومما قال فيها: لقي الأكابر، وطارَحَ الشعراء، وأكثر من الجَمْع والتأليف، والانْتِقاءِ والتَّصْنيف، حتى إنه قَلَّ فَنٌّ إلا وَصَنَّف فيه، إمَّا نَظْمًا وإما نثرًا، ولا أعلم الآن من يوازيه في ذلك، واشتهر ذكره، وبَعُدَ صِيْتُه، وصار بيته مَجْمَعًا لكثير من الفُضَلاء، ووَلِيَ قضاء الحَنَابلةِ، مع التَّدَاريس المُضَافةِ للقَضَاء، كالصَّالحيَّة والأشرفيّة القَدِيمَة، والنَّاصِرِيَّة، وجامع طُولُون وغيرها، ولم يَتَجاوزْ طريقَتَهُ في التَّواضع والاستئناس بأصحابه وسائر من يتردَّد إِليه، وتعفُّفه، وشهامته. مات ليلة السَّبت، حادي عشر جمادى الأولى، سنة ستٍّ وسبعين وثمان مئة. انتهى المراد منه.

وذكره السيوطي في "حسن المُحاضرة" (٣) وقال: له تصانيف كثيرةٌ في الفقْه والحَدِيْث.

وقال في "إيضاح المَكْنُون" (٤): من تصانيفه كتاب "تنبيه الأخْيار على ما قِيْل في المَنَام من الأشعار".

قلت: ومن تصانيفه "طبقات الحنابلة" عشرون مُجَلَّدًا، قاله في "السحُب الوابلة" (٥).


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٢١ - ٣٢٢.
(٢) الضوء اللامع: ١/ ٢٠٥ - ٢٠٧.
(٣) حسن المحاضرة: ١/ ٤٨٤.
(٤) إيضاح المكنون: ١/ ٣٢٣.
(٥) السحب الوابلة: ١/ ٩٣.