للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنَابُلُس ونشأ بها، فحفظ "الخِرَقيَّ"، وأخذ عن بلديَّه التقي الْمُفتي أبي بكر بن علي، وسَمِع عليه وعلى القَبَّانيَّ والتَّدْمُرِيَّ وغيرهم، وقَدِم القَاهِرة مِرارًا، فأخذ في سنةِ إحدى وأربعين وثمان مئة عن المُحِبَّ بن نصر الله في الفِقْه وغيره، ونَابَ عنه وعن البَدْر البَغْداديَّ بها، ثم ولَّاه النظَّام بن مفلح، سنةَ ثلاثٍ وأربعين وثمان مئة قضاءَ نَابُلُس حين كان أمرها لقضاة الشَّام، مَعَ كَوْنِ قُضاة الحَنَابلة بها، واستمرَّ على قضاء بلده دَهْرًا، وانفصل في أثنائه قليلًا، ثم أضِيْفَ إليه قَضَاء القُدس وقْتًا، وقضاء الرَّمْلَة، ولما كبر أعرض عن القضاء لأولاده، وأقْبَل على ما يُهِمُّه، وحَجَّ أربع مَرَّاتٍ، ومات في يوم الخميس، سادس عَشَر رمضان، سنة إحدى وثمانين وثمان مئة انتهى.

وذكره ابن العماد (١) وقال: هو قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة شرف الدَّين عبد القادر بن العَلامة المُحَقَّق شمس الدَّين أبي عبد الله محمد، الجَعْفَرِيُّ النَّابُلُسِيُّ الحنبليُّ، تقدَّم ذكر والده وجَدَّه، ولد سنةَ اثنتين، وقيل: إحدى وتسعين وسبع مئة، ونشأ على طريقةٍ حَسَنةٍ، وهو من بيت عِلْمٍ ورئاسةٍ، وسَمِعَ من جَدَّه، وابن العلائيَّ وجماعةٍ، وباشر القَضَاء بنَابُلُسَ نِيَابةً عن ابن عَمَّه القاضي تاج الدَّين عبد الوهاب المُتَقدَّم ذكره، ثم وليها استقلالًا بعد الأربعين والثمان مئة عوضًا عن القاضي شمس الدَّين بن الإمام المُتَقَدَّم ذكره، ثم أُضِيْفَ إليه قضاء القُدُس مدةً، ثم عُزِلَ من القُدس، واسْتَمرَّ قاضِيًا بنَابُلُس، وولي أيضًا قضاء الرَّمْلة، ونيابة الحُكْم بالدَّيار المِصْرِيَّة، وكان حسنَ السيرة عفيفًا في مُبَاشرة القَضَاء، له هَيْبةٌ عند النَّاس، حَسَن الشَّكْل، عليه أبَّهةٌ ووَقَارٌ. رُزِقَ الأولاد، وأُلحق الأحفاد بالأجْدَاد، ومُتَّع بدُنْيا، وعزل عن القَضَاء في آخر عُمُره، واستمرَّ معزولًا إلى أن تُوُفَّي بنَابُلُس يوم الخميس، سادس عشر رمضان، سنةَ إحدى وثمانين وثمان مئة، وله نحوُ التسعين سنة. انتهى.

وذكره ابنُ الشَّطَّيَّ في "مختصره" (٢) وغير واحد.


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٣٣.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٧٥ - ٧٦.