للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدَّير بعيد من المدينة، غيرُ مشرفٍ على عمارة أحد من المسلمين، فما الحُكْم في ذلك فأجاب بالجَواز في بناء الحَائِطِ المُنْهدم. قال: وأما بناء الفُرْن والطَّاحُون، فإن كانتْ الأرض مُقَرَّةً في أيديهم فَلَهُم البِنَاءُ، لأنهم إنَّما يُمنَعونَ من إحداث المتعبَّداتِ لا من غيرها، والله أعلم. تُوُفَّي بدمَشْق، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.

وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء" (١) وقال: قدم دِمَشْق سنةَ اثنتين وأربعين وثمان مئة، فأخذ الفقه عن التقيَّ ابن قُنْدس، ولازمه، وبه تَخَرَّج، وعليه انتفع في الفِقْه وأصوله، والفرائض والعربيَّة، والمَعَاني والبَيَان، ولازم الشَّيخ عبد الرَّحمن بن سُلَيْمان الحنبليَّ، وكذا أخذ الفرائض عن الشَّمس السيْلي وغيره، ولَزِمَ الاشتغال حتى صارَ من أعيان فُضَلاء مَذْهِبِه بدِمَشْق، وتصدَّى للتَّدريس والإفتاء والإفادة، وناب في الحُكْم والقَضَاء، وصنَّف كتابًا اختصره من فروع ابن مُفْلح سمَّاه "غَايَةَ المَطْلب" اعتنى فيه بِتَجْريد المَسَائِل الزائِدَة على "الخِرَقيَّ" في مُجَلد، و"حلية الطرَاز في حل الأَلْغَاز"، انتفع فيه بكتاب الجَمَال الإسنوي، وكتاب "الترشيح في بَيان التَّرْجيح" مسائل وغير ذلك، ثم دخَلَ القاهرة، سنةَ إحدى وستَّين وثمان مئة، وأخذ بها عن جَمَاعةٍ كثيرين، وأفتى وهو بالقَاهِرة، وحَجَّ مِرَارًا، وجاور في بعضها سنةَ خمسٍ وسبعين وثمان مئةٍ، وقرأ هناك أيضًا، وقرأ "مسند أحمد" بتمامه على النَّجْم بن فهد، وكان إمامًا علَّامةً، ذكيًّا طَلْق العِبَارة، فصيحًا ديَّنًا، طارِحًا للتكَلُّف، ومَحَاسِنُه جَمَّةٌ. تُوُفَّي حادي عَشَر رجبِ، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.

وذكره في "السُّحُب الوَابِلَة" (٢)، وذكر من تصانيفه غيرَ ما تقدَّم: "نفائِس الدُّرَر في مُوَافَقَات عُمَر"،، و"مُخْتَصَر أحكام النَّسَاء لابن الجوزي"، و"تُحْفَة الرَّاكِع والسَّاجِد"، جعله تاريخًا لمَكَّة والمَدينْة والمَسْجد الأقْصَى، ثم ذكر سائر أحكام المَسَاجِد. انتهى.


(١) الضوء اللامع: ١١/ ٣٢.
(٢) السحب الوابلة: ١/ ٣٠٤.