أفرده بالترجمة ابن طُولون في مجلدٍ حافلٍ سمَّاه:"الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي".
ولد في غرَّة المحرَّم، سنةَ إحدى وأربعين وثمان مئة بدمشق، وقرأ القرآن على الشيخ أحمد المِصْري، وغيره، وصلَّى بالقرآن ثلاث مراتٍ، وأخذ العلم عن مشايخ كثيرة جدًا، فقرأ "المقنع" على الشيخ تقي الدِّين الجِرَاعي، والشيخ تقي الدَّين ابن قُنْدُس، والقاضي علاء الدِّين المرداوي، وحضَرَ دُروسَ خلائق، منهم: القاضي بُرهان الدِّين بن مُفْلح، والشيخ برهان الدِّين الزَّرعي، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر العَسْقلاني، وابن العراقي، والجمال ابن الحَرَسْتاني، وابن ناصر الدِّين محدِّث دمشق، وأجاز له من مصرَ شيخُ الإسلام ابن حجر المتقدِّم ذكره، والشهابُ الحجازيُّ، والبُرهانُ البَعْلي، وغيرُهم، وكان إمامًا علَّامة، يغلب عليه علمُ الحديث والفقه، وله يدٌ في غيرهما، كالتَّفسير، والتَّصوفِ، والنَّحْو، والتَّصريف، والمعاني، والبَيَان، وغيرِ ذلك، ودرَّس، وأفتى، وأجمعت الأمة على تقدُّمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضلهِ وجلالتِهِ، وصنَّف ما يزيدُ على أربع مئة مصنَّف، وغالبُها في علم الحديث والسُّنَن، فمنها: كتاب "التبيين في طبقات المحدِّثين المتقدِّمين والمتأخِّرين" في سبع مجلَّدات، والرِّياض اليانِعة في أعيان المئة التاسعة"، و"مغني ذوي الأفهام عن الكُتب الكثيرةِ في الأحكام"، وهو كتابٌ جليل احتوى على مهمات المسائل الدِّينية في المذاهب الأربعة، وقد رأيت على ظهر هذا الكتابِ بخطِّ صاحب التَّرجمةِ هذين البيتين:
هذا كتابٌ قد سَمَا في حَصْرِه … أوراقه من لُطفه متعدِّده
جمعَ العُلومَ بلُطْفِهِ فبجَمعه … يُغنيكَ عن عشرين ألفِ مجلَّده
ولابن قاضي أذرعات مقرظًا للكتاب المذكور:
يا كتابًا أزرَى بكل كتابِ … هو في الأرض لوحُنا المحفوظ
زاد ربي منشيه عِلْمًا وفضلًا … وهو بالعزِّ والعُلا ملحوظُ
ومن مصَنَّفاته: "الدرُّ النَّقِي في شرح ألفاظِ الخِرَقي"، "الوقوف على لبْس