للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أشياء، وقابل بعضها معي، وأخبر أنَّهُ سَمِعَ في صِغَره على شيخنا في الإملاء وغيره، وبمكة من سنة إحدى وخمسين على أبي الفتح بن المراغي، والشهاب الزفتاوي، وحجَّ سنة إحدى وسبعين وجَوَّدَ "القرآن" على الفقيه عمر النجار، وبَرَعَ في الفضائل، وناب في القضاء عن العز وغيره، ودرَّسَ وأفتى، ووعظ العامة وراجَ بينهم مع قوة الحافظة، وقصر الفهم والديانة والخير، لا أعلم له صبوةً، وسافر إلى مكةَ بعِيَالِهِ بحرًا في سنة سبعٍ وثمانينَ، وأقام بها، وعقد الميعاد، وعاد مع الحاجّ، وكاد أمره في أيام الأَمْشَاطي أنْ يتم في القضاء، ثم تحدث في قضاءِ الحرمين عَقِبَ المسند المحيوي عبد القادر الفاسي فوليه في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة، ووصل إلى مكةَ مع الحاجّ الأوَّل، وأقام بها، وكان يترددُ في أثناء السَّنَة إلى المدينة. انتهى.

قال في "ذيل التحفة" لبعضهم: أقول: وكانت مدَّة إقامته بهما ثلاثَ سنين ولمّا مات القاضي بدر الدين السَّعْدي بمصر في ذي القعدة سنة اثنتين وتسع مئة طلبه النَّاصِر لقضاء القاهرة فعاد لها بحرًا في السَّنَة ببدئِها ووَلِيَ قضاءَها مُدَّةَ أربعةَ عشرَ سنة، ولم يُعزَل فيها إلَّا نحو الشهرين بالقاضي بهاء الدين بن قدامة، وصار عين الحنابلة، وإليه مرجعُهم ثم مات شهيدًا بالطَّاعون في يوم الأربعاء سابع صفر سنة تسع عشرة وتسع مئة، وصلَّي عليه في الأزهر. انتهى.

وذكره ابن العماد (١) وقال: إنَّه وَلِيَ قضاءَ الحنابلة عوضه ولدُه قاضي القضاة عز الدين. وذكره ابن الشطي في "مختصره" (٢) وقال: استقر قاضيًا بمصر القاهرة عوضًا عن قاضي القُضَاة بدر الدين السَّعْدِي بعد استدعائهِ من الحرمين الشريفين بمرسوم الملك النَّاصِر محمد بن قايتباي في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأوَّل سَنَة ثلاثٍ وتسع مئة فاستمر بها قاضيًا سنةَ وأربعة أشهر واثنين وعشرين يومًا، ثم عُزِل بالقاضي بهاء الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المَقْدِسي الحنبلي، في يوم الاثنين حادي عشر رَمَضان سنة أربع وتسع مئة، ثم


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٩١.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٨٧.