للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مشمولٌ منه بالصَّلات، ومتصلٌ من فضله بالحسنات، ولمّا عزمت على السَّفَر حضرتُ بين يديه واستأذنتهُ. فتألَّم لذلكَ، وشقَّ عليه، وكنت أرجو الاجتماعَ به والابتهاج بمشاهدته، فلم يقدر لي ذلك، فجزاه الله عَني خيرًا. انتهى.

قال الغَزِّيُّ: وقفتُ له في المؤلفات على تفسير جليل على "القرآن" العظيم يُشْبِهُ "تفسير القاضي البَيْضاوي"، والتاريخَ الحافل الذي سمَّاه "الأنس الجليل، بتاريخ القدس والخليل"، الحاوي لكل فائدة وغريبة، ولتراجم أعيان البلدين.

قلت: هو مطبوع بمصر في مجلدين.

قال الغزيُّ: وله الطبقات المشهورة التي سمَّاها "المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد"، والتي لم يسمح الزَّمانُ بمِثالها، ولم ينسج ناسِجٌ على مِنْوالها، وله تاريخٌ جليلٌ ابتدأ فيه من سَيَّدنا آدمَ عليه السلام إلى سنةِ ستًّ وتسعين وثمان مئة، مرتبًا على السنين ذاكرًا فيه الحوادث العجيبةَ، والوقائعَ الغريبة، على وجهِ الاختصار، وله غيرُ ذلك من التآليف والفوائد، وكلها عليها رَوْنَقٌ وأُبَّهَةٌ؛ لحسن إخلاصه، ومزيد اختصاصه، وولي القضاء بالقدس الشريف، ونظر الأحكام الشَّرْعِية بها، ولم أقف على تاريخ وفاتِهِ، ولعلَّه كانَ في أوائل هذا القرن العاشر. انتهى.

وذكره ابنُ بدران في "المدخل" (١) وبَيَّضَ لوفاتِهِ، وذكره الزركْلِي في "الأعلام" (٢) نقلًا عن "السُّحُب الوابلة" (٣)، وقال: ولد سنة ستين وثمان مئة، وتوفي بالقدس سنة ثمان وعشرين وتسع مئة. انتهى.

وذكره في "هدية العارفين" (٤) وأرَّخَ وفاتَه سنةَ سبعٍ وعشرينَ وتسع مئة، وذكر له من التصانيف غيرَ ما تقدم كتاب "إتحاف الزائر وأطواف المقيم المسافر"، و"التاريخ المعتبر في أنباء مَنْ غبر"، ولعلَّه هو التاريخ المتقدم، وله


(١) المدخل: ٤٧٦.
(٢) الأعلام: ٣/ ٣٣١.
(٣) السحب الوابلة: ٢/ ٥١٦.
(٤) هدية العارفين: ١/ ٥٤٤.