للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"زاد المستقنع في اختصار المقنع"، و"حاشية على الفروع"، وغير ذلك، وتوفي يومَ الخميس الثاني والعشرين من ربيعِ الأوَّل، سنة ستين وتسع مئة، ودُفنَ بأسفل الرَّوْضَة تجاهَ قبرِ المنقح من جهةِ الغرب يفصل بينهما الطريق. انتهى.

وذكره ابن بشر النجدي في "تاريخ نجد" (١)، وقال: كان له اليدُ الطولى في معرفة المذهب، تنقيحه وتهذيب مسائِله، وترجِيحه، أخَذَهُ عن عِدَّة مشايخَ أعلامٍ منهم العَلَّامَةُ الزَّاهِدُ أحمدُ بنُ أحمد العلوي الشُّوَيْكي، وغيره، وأخذ عنه جماعةٌ منهم أحمدَ بنُ محمدٍ بنِ مشرف، وأخذ عنه أيضًا ابنُه يحيى وزاملُ بنُ سلطان قاضي بلد الرَّياض وغيرهم، وكانتْ وفاتُه يومَ الخميسِ سابعَ عشرَ ربيعٍ الأوَّل سنَةَ ثمانٍ وأربعينَ وتسع مئة. انتهى.

وذكره ابنُ الشَّطَّي في "مختصره" (٢) وقال: هو مفتي الحنابلةِ بدمشقَ، والمعولُ عليه في الفِقْهِ بالدِّيار الشامِيَّة، حازَ قَصَبَةَ السَّبْقِ في مِضمار الفضائل، وفاز بالقدح المعلى لدى تزاحم الأفاضل، جامع أشتات العُلوم، بَدرُ سماءِ المنطوق والمفهوم، صاحبُ المؤلَّفات التي سَارَتْ بها الرُّكبان وتلقاها الناسُ بالقبُول زمانًا بعد زمانٍ والفتاوى التي اشتهرت شَرْقًا وَغرْبًا، وعَمَّ نفعُها النَّاسَ عَجَمًا وعَرَبًا، الحَبْر بلا ارتياب، والبَحْر المتلاطم العُبَاب، شمسُ أفقِ العُلوم والمعارف، قطبُ دائرةِ الفهوم والعوارف، ذو التحقيقات الفائقة، والتدقيقات الرائقة، والتحريرات المقبولة، والتقريرات التي هي بالإخلاص مشمولة، أخذَ الفقه وغيره عن الإمامِ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ الشُّوَيْكي، الصَّالحي، والإمام الفقيه أبي حفص نجمِ الدين عمرَ بن إِبراهيمَ بنِ مفلح، وأَبي البَرَكات محبَّ الدين أحمدَ بنِ محمدٍ خطيبِ مَكَّةَ العقيلي، وأجاز له مفتي دارِ العدل السيَّدُ كمالُ الدين محمدٌ بنُ حمزةَ الحسينيُّ بعد قراءَتِهِ عليه "مشيخته" التي خرَّج لنفسه فيها أربعينَ حديثًا بمنزِلِهِ في دمشق ما يجوزُ له وعنه روايته بشرطه، وكتبَ له بخطَّه ذلك، وأخَذَ عنه جماعةٌ من الأَئمة منهم وَلَدُهُ الشيخُ يحيى الحَجَّاوِي،


(١) عنوان المجد: ١/ ٢٢.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٩٣.