للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد" (١) وقال: هو الشَّيخ الفقيهُ، ولِدَ سنة مئة وألف واثنتين وسبعين، وله مصنَّفات منها: "حاشية على شرح الزَّاد" ولكنها لم تكمل، وتوفي في سابع رمضان، سنةَ ثلاثٍ ومئتين وألف. انتهى.

وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة" (٢) وقال: وُلِدَ قُبيل الظهر يوم الثلاثاء، غُرَّة جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومئة وألف، فأخَذَ عن والده في صِغرِهِ، فقرأ عليه الحديثَ ومُصْطَلحه، والأصلين، والنَّحو والمعاني والبيان، والمَنْطِق، والفقه، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، وغير ذلك، وأخذ أيضًا الحسابَ عن العلَّامة الشيخ الزَّواوي المالكي، والنَّحو عن الشيخ عيسى بن مُطْلق، وكان عندَهُ أعزَّ من أبنائه، ومَهَر في جميع ما قرأ فيه وبَهَرَ في الفَهْم حتى فاق أقرانَهُ، بل ومَنْ فَوْقَه، فصار كثيرٌ من رفقائه تلامذَةِ والدِهِ يقَرؤون عليه، وكان ذا حِرْص واجتهادٍ إلى الغايةِ، قليل الخروجِ من المدرسة، حتى إنَّه اتفقت له سبع سنين لم يخرج منها إلا لصلاة الجمعة، وأما الجماعة ففي مسجدها، والأكل يأتي له من بيت والدِهِ مع الطَّلَبةِ، وأكبَّ على تحصيل العِلم وإدمان المطالعةِ والمُراجعةِ والمذاكَرَةِ والمُبَاحَثَةِ ليلًا ونهارًا، لم تنصرِف هِمَّتُه إلى غيره أصلًا، حتى إنه لما تزوَّج بأمر والده وإلزامِهِ، أخذ ليلة الدُّخول معه المحْفَظة، فلما انصرف عنه النَّاسُ نَزَل السِّراج وقَعَد يُطالع الدُّروس التي يُريد أن يقرأها في غدٍ، ويقول في نفسه: إنه بعد إتمام المطالعة يُباشر أهلَهُ، فاستغرق في المطالعة إلى أذان الصُّبح، فتوضَّأ وخرج إلى الصَّلاة، وحَضَر دُرُوس والِدِه، وسلَّم عليه وبارَك له، وبارَك له مَنْ حضر، وفي الليلةِ الثانيةِ فعل كفِعْله بالأمس ولم يَقْرَب أهلَهُ من غير قصدِ التَّركِ، لكن لاشتغاله بالمُطالعة، فيقول في نفسه: أطالع الدَّرس ثم ألتفتُ إلى أهلي، فيستَغْرِقُ إلى أنَّ يُصْبِحُ، فأخبرتِ المرأةُ ولِيَّها بذلك، فذَهَب وأخبر وَالِده بذلك، فدعاه والدهُ فعاتَبَه وأخذ منه المحفظة، وأكَّد عليه بالإقبال عليها.

وكان رحمه الله كثيرَ التحريرِ، بديعَ التقريرِ، سديدَ الكتابة، قلَّ أن يقرأ


(١) عنوان المجد: ١/ ٨٥.
(٢) السُّحب الوابلة: ٢/ ٦٨١.