ذكره الأديب محمد بن بليهد في كتابه "صحيح الأخبار" وقال: هو من قبيلةِ الأساعدة أهل الزُّلْفى من بُلدان نَجْد، ولد المترجَم في بلَدِهِ عَلْق من قرى الزُّلْفى، وحَفِظَ القرآن، واشتغلَ، وتخرَّج بالشيخِ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بُطَيْن القاضي في بلد عُنَيْزَة، وكان يُنِيْبُه في القضاء في غِيابه عن البلد، ثم تولَّى القضاءَ بعُنَيْزَة من سنة ١٢٦٩ تسع وستين ومئتين وألف، إلى أن توفي سنة أربعٍ وثلاث مئة وألف. انتهى.
وقال ابن بليهد في "صحيح الأخبار": إنه في سنة خمس وتسعين ومئتين وألف، في شهر رجب، جاء آل عاصم بطنٌ من قَحْطان رئيسهم ضرام بن عبد الرحمن بن حشر فدخلوا في كثبة الشقيفة والغميس المجاوِرَةِ لبلدِ عُنَيْزَة وهي حمى أهل عُنَيْزَة لمواشيهم، فأرسل إليهم أميرُها زامِل بن سليم يطلبُ منهم أن يَرْحَلُوا عن مراتِع مواشيهم، وكانت تلك القبيلة فيها بَغْي وتجبُّر على أهل القرى، فلم يرفعوا رأسًا إلى رُسُله وإنذاره، فذهب الأمير زامل إلى الشيخ علي المترجَم، وأخبَره بما جرى، واستفتاه في جواز قتالهم، فأفتاه الشيخُ بجواز قتالِهِم، فتأهَّب أهلُ عُنَيْزَة للقتال، وخرجوا يوم الأربعاء يحمل رايَتَهُم الرجل المسمَّى بالصُّقيري، انكسرت الرَّاية فأمر الأمير زامل بنُزُول القوم، فرجع إلى الشَّيخ علي المترجَم، فقال له: إنا خرجنا في يوم الأربعاء، وهو مكروه عند العرب، فانكسر رُمحُ الرَّاية، فهل نُقِيمُ اليومَ ونغزوا غدًا نهار الخميس؟ فقال الشَّيخ: لا بل خُذوا رمحًا سالمًا، وأصلحوا رايتكم، واغزوا على بركة الله، فإنه لا خيرَ إلا خير الله، ولا طير إلا طيره، وليس عند الأيام خبر، فمشوا من حِينهم والعدو مسافةَ يومٍ، وكان في عُنَيْزَة رجل من قحطان المغزوين، فأرسل ابنَتَه ينذِرُهم، وكان الرجل يُقال له: ابن فتنان، وكانت ابنته جميلة جدًا، فأتتهم في جوف الليل فوجدت رؤساءهم مجتمعين في نادي القهوة، فأخبرتْهُم بما أرسلها به أبوها، وأن أهل عُنَيْزة قد غَزَوهُم، وأنه لم يأتهم بنفسه خوفًا من غضبِ خبرانه أهل عُنَيزَة عليه، فالتفت بعضُهم إلى بعض، وقالوا: هذا النذير أحسن ما يفعل به أن يزغب، يعني أن يُنْكَح في لغتهم، فما زالوا في ضحكهم وتهكمهم