حمام بالسياط. ثم قال: قال عمر بن عبد العزيز: لا تغبطوا أحدًا لم يصبه في هذا الأمر أذًى. ولم يذكر مالك نفسه. فأعجب أحمد بقول الحارث.
ولتمام الفائدة نذكر بعض من ابتلي وامتحن:
قد كانت الأنبياء تقتل، وأهل الخير في الأمم السالفة يحرقون ويقتلون، وينشر أحدهم بالمنشار وهو ثابت على دينه، وهم كثير جدًا، ولكن لا بدّ من ذكر بعضهم: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سُمَّ، وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد سم، وقتل عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وسُمَّ الحسن، وقتل الحسين، وابن الزبير، والضحاك بن قيس، والنعمان بن بشير، وصلب خبيب بن عدي، وقَتَل الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن غالب الحداني، وسعيد بن جبير، وأبا البختري الطائي، وكميل بن زياد، وحطيطًا الزيات، وماهان الحنفي، صلبه وصلب قبله ابن الزبير، وقَتَل الواثق أحمد بن نصر الخزاعي، وصلبه، وضُرب من كبار العلماء عبد الرحمن بن أبي ليلى، ضربه الحجاج أربع مئة سوط ثم قتله، وسعيد بن المسيب ضربه عبد الملك بن مروان مئة سوط، وحبيب بن عبد الله بن الزبير ضربه عمر بن عبد العزيز بأمر الوليد مئة سوط، وأبو الزناد ضربه بنو أمية، وأبو عمرو بن العلاء ضربه بنو أمية خمس مئة سوط، وربيعة الرأي ضربه بنو أمية، وعطية العوفي ضربه الحجاج أربع مئة سوط، وعبد الله بن عون ضربه بلال بن أبي بردة سبعين سوطًا، وثابت البُناني ضربه ابن الجارود خليفة ابن زياد، ويزيد الضبي ضربه الحجاج أربع مئة سوط، ومالك بن أنس ضربه المنصور سبعين سوطًا، وأبو السوار العدوي ضرب بالسياط، وعقبة بن عبد الغافر ضرب بالسياط، ولأحمد ابن حنبل في هؤلاء أسوة.
وأما جعله المعتصم في حلًّ من ضربه ومن حضر، وبقاء أثر الضرب عليه، وتحديثه بعد المعتصم:
فقد قال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: لقد جعلت الميت في حل من ضربه إياي. ثم قال: مررت بهذه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فنظرت