والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يهب لك الصبر الذي يبلغك ما وعد الصابرين، ويقينًا يوجب لك ثواب المحسنين، فإنه وليُّ النعم، وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير".
وقال رجل من أهل العلم يوم دفن أحمد لآخر: تدري من دفنا اليوم؟ قال: من؟ قال: سادس خمسة. قال: من هم؟ قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز، وأحمد بن حنبل. وكأنه عنى كل واحد في زمانه.
أما الأشعار التي مدح بها في حياته، ورثي بها بعد وفاته فهي كثيرة جدًا وسأتركها طلبًا للاختصار، ولكن سأشير إلى بعضها، وأكتفي بإيراد بيت واحد من كل قصيدة. فمن ذلك:
قصيدة أبي سعيد اليخامري في أحمد التي منها:
فأنت أبا عبد الإِله مسدَّد … بتسديد ذي العرش الرفيع الدعائم
ومن ذلك قول إسماعيل إبن فلان الترمذي فيه، وهو في المحنة ومطلعها:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره … ومن لم يزل يُثْنَى عليه ويُذْكَرُ
وهي طويلة جدًا.
ومن ذلك ما أنشده الهيضم بن أحمد لأبيه في أحمد، ومنها:
يا ناعيَ العلم بيوم أحمدا … نعيت بحرًا كان يجري مزبدا
وله أيضًا أخرى فيه ومنها:
للزاهدين مع الدموع دموع … والعابدين لهم عليك خشوع
وله أخرى فيه ومنها:
لتبك عيون مسبلات بوبلها … على زينة الدنيا وعالم أهلها
ومن ذلك قول علي بن حجر، ومنها:
نعى لي إبراهيم أورع صالح … سمعت به من مُعْدِمٍ ومُخَوَّلِ