مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبا عاصم الشيباني، وأبا بكر الحميدي، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وحدَّث عن رجل عنه.
وروى عنه: إبراهيم الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، في آخرين، وآخر من حدث عنه ببغداد الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وقبّل مسلمُ بنُ الحجاج ما بين عينيه، وقال له: دعني أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.
وقال البخاري: ما وضعت في كتابي "الصحيح" حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
وسمع كتابه "الصحيح" تسعون ألف رجل، وقال: أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مئة ألف حديث. وكان يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح، وما أدخلت في كتابي "الجامع" إلا ما صح، وتركت من الصحاح محال الطوال، وكتبت عن ألف شيخ وأكثر، كل حديث أذكر إسناده. ومنذ ولدت ما بعت ولا اشتريت من أحد بدرهم شيئًا قط، وكنت آمر إنسانًا يشتري لي الورق والحبر. وقال: أرجو الله أن ألقاه ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا. وقال: صنَّفت كتابي "الصحيح" لست عشرة سنة، أخرجته من ست مئة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله. قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثله.
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، سنة أربع وتسعين ومئة، وتوفي ليلة السبت ليلة الفطر لغرة شوال سنة ست وخمسين ومئتين. انتهى.
وترجمته مشهورة قلَّ أن يخلو منها كتاب، فلا حاجة إلى بسطها هنا، وقد تكفل ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة "الفتح"، وهي مطبوعة في مجلدين.
وله تصانيف كثيرة، منها "الأدب المفرد" في الحديث، "الأسماء والكنى"، "أسماء الصحابة"، "بر الوالدين"، "التاريخ الصغير"، "التاريخ الكبير"، "تفسير القراءات"، "الثلاثيات" في الحديث، "الجامع الصحيح"، "الجامع الصغير"،