الجمعة حلقتان، قبل الصلاة للفتوى على مذهب أحمد، وبعد الصلاة لإِملاء الحديث، وهو ممن اتسعت روايته وانتشرت أحاديثه ومصنفاته، سمع الحسن بن مكرم البزار، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن ملاعب، وأبا داود السجستاني، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وهارون ابن الهاشمي، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن إسماعيل السلمي، وأبا يحيى الناقد، ويعقوب المطوعي، وبشر بن موسى، وغيرهم.
روى عنه: ابن مالك، وعمر بن شاهين، وابن بطة، وأبو حفص العكبري، وأبو عبد الله بن حامد، وأبو الفضل التميمي، وغيرهم.
قال أبو علي بن الصواف: كان يمشي إلى طلب العلم ونعله بيده، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أمشي إلى طلب العلم حافيًا. صنف كتابًا في الفقه والاختلاف كبيرًا، وكان أوحد وقته.
قيل: ولد سنة ثلاث وخمسين ومئتين، وتوفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة. وقد كف بصره، ودفن عند قبر بشر بن الحارث، وعاش خمسًا وتسعين سنة. انتهى.
وقال ابن العماد (١): هو الفقيه الحافظ، شيخ العراق والحنابلة، وصاحب التصانيف والسنن، وكان رأسًا في الفقه، رأسًا في الحديث. قال أبو إسحاق الطبري: كان النَّجاد يصوم الدهر، ويفطر على رغيف، ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللقمة التي قد استفضلها وتصدق بالرغيف.
وقال أبو علي بن الصواف: كان أحمد بن سلمان النجَّاد يجيء معنا إلى المحدثين ونعله بيده، فقيل له: لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشي في طلب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حاف. فلعله ذهب إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أنبئكم بأَخفِّ الناس - يعني حسابًا - يوم القيامة بين يدي الملك الجبار؟ المسارع إلى الخيرات