للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخذ عن أبي الحسن التميمي، وغيره. وحدَّث عن ابن المظفَّر، وكان رئيسًا، رفيع القدر بعيد الصِّيت، إلى أن قال: وذكر أبو علي بن شوكة قال: اجتمعنا جماعة من الفقهاء، فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي، فذكرنا له فَقْرَنا وشدةَ ضُرِّنا، فقال لنا: اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسِّع عليكم، وأحدّثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم، أذكر سنةً من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم، حتى بعت رجلًا داري، ونفد جميعه، ونقَضْتُ الطبقة الوسطى في داري وبعتُ أخشابها، وتقوَّتُّ بثمنها، وقعدت في البيت لم أخرج، وبَقيْتُ سنة. فلما كان بعد سنة، قالت لي المرأة: الباب يدق، فقلت: افتحي له الباب. ففعلَتْ، فدخل رجل فسلَّم عليَّ، فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم:

لَيْسَ مِنْ شِدَّةٍ تُصِيْبُكَ إلَّا … سَوْفَ تَمْضِي وَسَوْفَ تُكْشَفُ كَشْفَا

لا يَضِقْ ذَرْعُكَ الرَّحيْبُ فإنَّ النَّـ … ـــارَ يَعْلُو لَهِيْبُهَا ثُمَّ تُطْفَا

قَدْ رَأَيْنَا مَنْ كَانَ أَشْفَى عَلَى الهلْـ … ــــكِ فَوَافَتْ نَجَاتُهُ حِيْنَ أَشْفَى

ثم خرج عني ولم يقعد، فتفاءلت بقوله، فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله، ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب، ثم قال لي: أجب أمير المؤمنين، وسلّم إليَّ الدنانير والثياب والبغلة، فغيَّرت من حالي، ودخلت الحمام، وصرت إلى القادر بالله، فردّ إليّ قضاء الكوفة وأعمالها، وأَثْرى حالي. أو كما قال. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.

وذكره الخطيبُ في "تاريخه" (١) وقال: كان ثقة، وهو أحد الفقهاء الحنابلة، كان يدرِّس ويفتي في جامع المدينة، وله كتب على مذهب أحمد بن حنبل. انتهى.

وقد ذكر النابلسي له من التصانيف: "الإِرشاد في المذهب" وكتاب "شرح الخرقي". وقد قال نعمان الألوسي في "جلاء العينين": إن له تصانيف كثيرة.


(١) تاريخ بغداد: ١/ ٣٥٤.