للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التصانيف، سمع الحديث الكثير، وقرأَ بالقراآت الكثيرة، وصنّف فيها التصانيف الحِسَان، وكانت له معرفة بالعربية، وما سمعتُ قراءةً أحسنَ منه وأكمل، ولا أصحَّ ولا أحمد أداءً، وكان قويًا في السُّنَّة، وكان طول عمره مُنْفَردًا في مسجده، ومولده في شعبان سنة أربع وستين وأربع مئة، وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وكان له جمع يزيد على الحَصْر، ما رأينا لأحد مثله. انتهى.

وذكره ابن العماد (١) فقال: سِبْط الخيَّاط الإِمام، أبو محمد عبد الله بن على، البغدادي المقرئ، الفقيه الحنبلي النحوي، شيخ المُقْرئين، وصاحب التصانيف، سمع من أبي الحسين بن النَّقور وطائفة، وقرأ القرآن على جده الزَّاهد أبي منصور، والشريف عبد القادر وطائفة، وبَرَع في العربية على ابن فاخر، وأمَّ بمسجد جَرَدَة بضعًا وخمسين سنة، وقرأ عليه خلقٌ، وكان من أندى الناس صوتًا بالقرآن.

وقال ابن شافع: سار ذكر سِبْط ابن الخيَّاط في الأغوار والأنجاد، ورَأَسَ أصحاب الإِمام أحمد، وصار واحد وقته، ونَسِيج وحده، لم أسمع في جميع عمري مَنْ يقرأ الفاتحة أحسن ولا أفصح منه، وكان جَمَال العراق بأسره، ظريفًا كريمًا، لم يخلِّف مثله في أكثر فنونه.

وقال ابن نقطة: كان شيخ العراق، يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثِقةً صالحًا من أئمة المسلمين، وله شعرٌ حسنٌ. انتهى ملخصًا.

وذكره ابن الجَزَري في "الغاية" (٢)، وأطال في ترجمته وله تصانيف كثيرة ذكر ابن الجَزَري منها: كتاب "المُبْهج" في القراآت الثمانية، وكتاب "الروضة" في القراآت، وكتاب "الإِيجاز" في القراآت السبع، وكتاب "التبصرة"، وكتاب "المؤيدة في السبعة والموضحة في العشرة"، و"القصيدة المُنْجدة" في القراآت، و"كفاية المبتدي" في القراآت الست و"الشمس المنيرة" لما رواه البارع. وله غير ما ذكره


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٢٨.
(٢) غاية النهاية: ١/ ٤٣٤.