وذكر ابن القَطِيْعي نحوًا من ذلك. وقال: كان تاليًا للقرآن، كتبت عنه، وكان ثقة. انتهى.
وقال ابن الحنبلي: كان شيخ حرَّان في وقته، بنى نور الدين محمود المدرسة في حرَّان لأجله ودفعها إليه، ودرَّس بها، وتولى عمارة جامع حرَّان، فما قصَّر فيه.
قال ابن رجب: أخذ عنه العلم جماعة بحرَّان من أهلها، منهم الخطيب فخر الدين ابن تيمية، وابن عَبْدُوس، وغيرهما، وسمع منه الحديث بحرَّان جماعة، منهم أبو المحاسن القرشي الدَّمشقي، وابن القَطِيْعي، وروى عنه "تاريخه" وقال: توفي لسبع خَلَون من شوال، سنة سبعين وخمس مئة بحَرَّان. انتهى.
وذكره ابن رجب (١) وقال: قال الشيخ فخر الدين ابن تيمية في أول "تفسيره": وبعد رجوعي إلى حرَّان كنت كثيرَ المباحثة لشيخنا البارع أبي الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر رحمه الله في مشكل الآيات، وحلَّ ما فيها من الإِشكالات، وكان رحمه الله إذا شرع في التفسير والتذكير، شبيهًا بالجواد المُفرط، والجواد القِطْقِط، يوسَّع المسامعَ هديرُ شَقاشِقِه، ويُزَعزع السامعَ زجرُ رواشِقِه، هذا مع ما كان قد منحه الله من الرَّشاقة وعسولة المنطق واللباقة. وقال ابن حمدان: كان شيخ حرَّان وخطيبها ومدرسها، ولأجله بنيت المدرسة النورية بحرَّان، وله "ديوان خطب" وقيل: إن أكثرها كان يرتجلها ارتجالًا إذا صَعِد إلى المنبر، فلما ولَّاه السلطان نور الدين الشهيد قال: بشرط أن تترك المظالم والضمانات، وتورِّث ذوي الأرحام، فأجابه إلى ذلك، وكان ولده الفقيه إلياس إذا غاب عن المدرسة يومًا لا يعطيه خبزه، ويقول: هو كالمستأجر، ولم يأخذ على نظره في الجامع وأوقافه شيئًا، حتى إن غلامه اشترى نجارة كما اشترى العوام من نجارة خشب الجامع، فلم يأكل ما خبز في بيته، وسيرته في الورع والزهد مشهورة بحران بين أهلها. انتهى ملخصًا، ومع جلالة المترجم فلم أرَ من ذكر له غير "ديوان الخطب" المذكور.