للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن العماد (١): كان مملوكًا لبعض أهل المَوْصل، فأعتقه وحُبِّبَ إليه الطَّلبُ، فسمع الحديث الكثير، وصنَّف وجمع، سمع بأصبهان من مسعود الثقفي، وبهمذان من أبي العلاء الهمذاني الحافظ، وأبي زُرْعَة المقدسي، وبِهرَاة من عبد الجليل بن أبي سعد، وبمرو، ونَيْسابور، وسجستان، وبغداد، ودمشق، ومصر، قاله في "العبر".

وقال ابن خليل: كان حافظًا ثبتًا، كثير التصنيف، ختم به الحديث.

وقال أبو شامة: كان صالحًا مَهِيْبًا، زاهدًا، خشن العيش، ورعًا، ناسكًا.

وقال ابن رجب: هو محدِّث الجزيرة، ولد في جمادى الآخرة سنة ستٍ وثلاثين وخمس مئة بالرُّها، ثم أصابه سباء لما فتح زنكي الرُّهَا، سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، فاشتراه بَنُو فَهْم الحَرَّانيُّون، وأعتقوه.

وقال ابن الدُّبَيْثي: كان صالحًا، كثير السَّماع ثقةً، كتب الناس عنه كثيرًا وأجاز لنا مرارًا. وقال ابن النجَّار: كان حافظًا متقِنًا، فاضلًا عالمًا، ورعًا متديّنًا، زاهدًا عابدًا، صدوقًا، ثقةً نبيلًا، على طريقة السلف الصالح، لقيته بحَرَّان، وكتبت عنه جزءًا واحدًا، انتخبته من عوالي مسموعاته في رحلتي الأولى.

وقال ابن رجب: سمع منه خلْقٌ كثير من الحفَّاظ والأئمة، منهم: أبو عمرو بن الصلاح، وحدّث عنه ابن نقطة، وأبو عبد الله البِرْزَالي، والضِّياء، وابن خليل، وابن عبد الدائم، وأبو عبد الله بن حمدان الفقيه وهو خاتمة أصحابه. وتوفي يوم السبت ثاني جمادى الأولى، سنة اثنتي عشرة وست مئة بحرَّان. انتهى.

وله تصانيف كثيرة ذكر ابن العماد وابن رجب (٢) منها: "الأربعون المتباينة الإِسناد والبلاد"، وهو أمر ما سبقه إليه أحد، ولا يرجوه بعده محدِّث لخَرَاب البلاد، و"المادح والممدوح" يتضمن ترجمة شيخ الإِسلام الأنصاري، وفضائله، ومن أثنى


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٥٠.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٨٢.