مفيدة، وصَنَّف تصانيفَ حسنةً، وكان أحد أئمةِ هذا الشأن، عارفًا بالرجال وأحوالهم، والحديث صحيحِه وسقيمِه، وَرِعًا متدينًا، طارحًا للتكلف.
ونقل الذهبي عن المِزِّيِّ أنَّهُ كان يقول: الضياءُ أعلمُ بالحديث والرجال من الحافظ عبد الغني، ولم يكن في وقته مثلُه.
وقال الذهبي أيضًا: هو الإِمام، العالم، الحافظ، الحجة، محدث الشام، شيخُ السُّنَّة ضياءُ الدين، صَحَّحَ، وصَنَّف، وَلَيَّنَ، وَجَرحَ، وعَدَّلَ، وكان المرجوعَ إليه في هذا الشأن، انتهى.
وروى عنه خلقٌ منهم ابنُ نُقْطَة، وابنُ النجَّار، والبِرْزَالي، وعمر بن الحاجب، وابن أخيه الفخر البخاري، وخلقٌ كثيرٌ جدًا، وتوفي يوم الاثنين ثامن عشري جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعينَ وست مئة بسفح قاسيون ودفن به. انتهى المراد من كلام ابن العماد.
وذكره ابن رجب (١) وأطال في ترجمته، وذكر بعض تصانيفه فقال: منها كتاب "الأحكام" يعوز قليلًا نحو عشرين جزءًا في ثلاثِ مجلدات، وكتاب للأحاديث المختارة، وهي الأحاديث التي يصلح أن يُحْتَج بها سِوى ما في الصحيحين خَرَّجَها من مسموعاته كتب منها تسعينَ جزءًا، ولم تكمل. قال بعض الأئمة: هي خيرٌ من "صحيح الحاكم"، وكتاب "فضائل الأعمال" أربعة أجزاء، وكتاب "فضائل الشام" ثلاث أجزاء، وكتاب "مناقب أصحاب الحديث" أربعة أجزاء، "صفة الجنة" ثلاثة أجزاء، "صفة النار" جزآن، "أفراد الصحيح" جزء، "غرائب الصحيح" تسعة أجزاء، "ذم المسكر" جزء، "الموبقات" أجزاء كثيرة، "كلام الأموات" جزء، "شفاء العليل" جزء، "الهجرة إلى أرض الحبشة" جزء، "قصة موسى عليه السلام" جزء، "فضائل القرآن" جزء، "الرُّواة عن البخاري" جزء، "دلائل النُّبُّوة"، "الإِلهيات" ثلاثة أجزاء، "فضائل الجهاد" جزء، "النهي عن سب الأصحاب" جزء، "الحكايات المستطرفات"