للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إبراهيم، زين الدِّين، أبو العبَّاس، مُسنِدُ الشّام، وفقيهُها ومحدِّثُها، الحنبلي المذهب، الناسخ.

قال ابنُ العماد (١): ولد سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وأجاز له خطيب المَوْصِل، وابن الفُراوِي، وابن شَاتِيل، وخَلْق. وسمع من يحيى الثَّقفي، وابن صَدَقَة، وابن المَوازِيني، وعبد الرحمن الخِزقي، وغيرهم. وانفرد في الدُّنيا في الرّواية عنهُم. ودخل بغداد، فسمع بها من ابن كُلَيْب، وابن المعطوش، وأبي الفرج ابن الجَوزي، وأبي الفتح بن المَنِّي، وابن سُكَينة، وغيرهم. وسمع بحرّان من خَطِيبها الشيخ فخر الدين ابن تيميَّة. وعُني بالحديث، وتفقَّه على الشيخ مُوفق الدّين بن قُدامة. وخرَّج لنفسه مَشْيَخَة، وجمع تاريخًا لنفسه. وكان فاضلًا مُتَنَبِّهًا. وولي الخَطابة بكَفْربطنا، بضع عشْرة سنة. وكان يكتب بسُرعة خطًّا حسنًا، فكتبَ ما لا يُوصَف كثرةً، يكتبُ في اليوم الواحد الكُرَّاسَيْن والثّلاثة، إلى التسعة. وكتب "تاريخ دمشق لابن عَساكر" مرَّتين، و"المغني" للموفَّق مرّات. وذُكر أنّه كتب بيده ألفَيْ مُجلَّدة. وكان حسنَ الخُلُقِ والخَلْق، متواضعًا. ديِّنًا، حدَّث بالكثير، بضعًا وخمسين سنة. وانتهى إليه عُلوُّ الإِسناد. وكانت الرّحلةُ إليه من الأقطار. وخرَّج له ابنُ الظّاهِريّ مَشْيَخَة، وابنُ الخبَّاز أُخرى. وسمع منه الحفّاظُ المتقدِّمون، كالحافظ ضياء الدِّين، والزَّكي البِرْزالي، وعمر بن الحَاجِب، وغيرهم. وروى عنه الأئمة الكِبار، والحفّاظ المتقدِّمون والمتأخَّرون، منهم الشيخ مُحيي الدِّين النَّووي، والشّيخ شمس الدين بن أبي عمر، وابن دقيق العيد، وابن تيميَّة، وخلق، آخرهم ابن الخبَّاز. وتوفي يوم الاثنين، سابع رجب، سنة ثمان وستّين وست مئة. ودفن بسَفْح قاسِيون. انتهى.

وذكره ابنُ رجب (٢) بنحوه، وابن شاكر في "فَواتُ الوَفيات" (٣)، وأورد له


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٣٢٥.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٧٨.
(٣) فوات الوفيات: ١/ ٨١.