للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سجدة إِلا رفَعك الله بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة" (١).

٧ - عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.

يقول الصيام: أي ربّ: منعتُه الطعام والشّهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعْته النوم بالليل، فشفِّعني فيه، قال: فيُشفَّعان (٢) " (٣).

منزلة الصّائم الصابر

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: عن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّه قال: "الطاعمُ


(١) أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي" (٢١٠٠) وخرّجه شيخنا -رحمه الله تعالى- في "الصحيحة" (١٩٣٧).
(٢) قال شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (١/ ٤٨٣): "أي: يُشفّعهما الله فيه ويدخله الجنة، فال المناوي -رحمه الله-: "وهذا القول يحتمل أنه حقيقة؛ بأن يجد ثوابهما ويخلق الله فيه النطق {والله على كل شيء قدير}، ويُحتمل أنه على ضربٍ من المجاز والتمثيل".
قلت -أي: شيخنا رحمه الله-: والأول هو الصواب الذي ينبغي الجزم به هنا، وفي أمثاله من الأحاديث التي فيها تجسيد الأعمال ونحوها؛ كمثل تجسيد الكنز شجاعاً أقرع، ونحوه كثير، وتأويل مِثل هذه النصوص ليس من طريقة السلف -رضي الله عنهم- بل هو طريقة المعتزلة ومن سَلَك سبيلهم من الخلف، ودلك مما يُنافي أوّل شروط الإِيمان {الذين يؤمنون بالغيب} فحذار أن تَحْذُو حذوهم، فتضلّ وتشقى، والعياذ بالله تعالى".
(٣) أخرجه أحمد والطبراني في "الكبير" وصححه شيخنا في "صحيح الترغيب والترهيب" (٩٦٩)، وانظر "تمام المِنّة" (ص ٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>