للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بليل" (١).

[الترغيب فيه]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة (٢) فيقول: "من قام رمضان إِيماناً واحتساباً (٣)؛ غُفر له ما تقدّم من ذنبه (٤) " (٥).

وعن عمرو بن مرّة الجُهني -رضي الله عنه- قال: "جاء رجل إِلى النّبيّ


(١) أخرجه عبد الرزاق (٧٧٤١) وإسناده صحيح، وقد أشار الإِمام أحمد إِلى هذا الأثر والذي قبله حين سُئل: يؤخّر القيام -يعني التراويح- إِلى آخر الليل؛ فقال: "لا، سُنّة المسلمين أحبُّ إِليّ". رواه أبو داود في "مسائله" (ص ٦٢).
(٢) العزم: الجدّ والصبر، ويعزم المسألة، أي: يجدّ فيها ويقطعها والمقصود: لا يأمرهم أمر إِيجاب وتحتيم، بل أمر ندب وترغيب كما ذكر بعض العلماء.
(٣) طلباً لوجه الله وثوابه، فالاحتساب من الحسَب، وإنَّما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه؛ لأنَّ له حينئذ أن يعتدّ عمله، والحِسبة اسمٌ من الاحتساب. "النهاية" -بحذف-.
(٤) قال شيخنا في "صحيح الترغيب والترهيب" (ص ٤٨٧): "هذا الترغيب وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات؛ بأنه لو كان على الإنسان ذنوب تُغفر له بسبب هذه العبادات، فلا يَرِد أن الأسباب المؤدية إِلى عموم المغفرة كثيرة، فعند اجتماعها؛ أىّ شيء يبقى للمتأخر منها حتى يغفر له؛ إِذ المقصود بيان هذه العبادات، بأنّ لها عند الله هذا القدر من الفضل، فإِنْ لم يكن على الإنسان ذنب، يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات، كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب، والله أعلم".
(٥) أخرجه البخاري: ٣٧، ومسلم: ٧٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>