للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلوات (١) " (٢).

ولا تعارُض بين هذا وما تقدّم مِن الغارة على الأعداء ليلاً، فهذا يختلف حسبما تقتضيه الحاجة، ويتطلّبه الحال، ويُقدّره القائد، والله -تعالى- أعلم.

إذا ارتدّ على المقاتل سلاحه فقتله فله أجرُه مرّتين

عن سلَمة بنِ الأكوع -رضي الله عنه- قال: "لمّا كان يومُ خيبر، قاتل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فارتدَّ عليه سيفه فقَتَلَه، فقال أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك، وشكّوا فيه؛ رجل مات في سِلاحه، وشكّوا في بعض أمرِه.

قال سَلَمَة: فقفَل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِن خيبر، فقلتُ يا رسول الله ائذَن لي أن أرجُزَ لك فأَذِن له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: عمر بن الخطاب أعلم ما تقول، قال: فقلت:

والله لولا اللهُ ما اهتدَيْنا ... ولا تصدَّقْنا ولا صَلَّينا

فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صدَقْتَ.

وأنزِلَن سكينةً علينا ... وثبِّتِ الأقدام إنْ لاقينا

والمشركون قد بغَوا علينا

قال: فلمّا قضيتُ رَجَزِي قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَن قال هذا؟ قلت: قاله


(١) قال الحافظ -رحمه الله-: "في رواية ابن أبي شيبة: "وتزول الشمس" وهو بالمعنى.
(٢) انظر البخاري: ٣١٥٩، ٣١٦٠، وقد تقدّم الحديث بطوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>