قومها، فأثنوا عليها بخير، فقال عمر: أخبريني عن أمرك.
قالت: يا أمير المؤمنين كنت امرأة أصيب من هذا الليل، فصليت ذات ليلة، ثمّ نمت وقمت ورجُلٌ بين رجِليّ، فقذَف فيّ مثل الشهاب، ثم ذهب، فقال عمر -رضي الله عنه-: لو قتل هذه من بين الجبلين أو قال: الأخشبين -شك أبو خالد- لعذبهم الله، فخلى سبيلها، وكتب إِلى الآفاق أن لا تقتلوا أحداً إِلا بإِذني" (١).
سقوط الحدّ بالتوبة الصحيحة:
يسقط الحد عمن تاب توبة صحيحة.
عن وائل الكندي -رضي الله عنه- قال: "خرجت امرأة إِلى الصلاة، فلقيها رجل فتجلّلها بثيابه، فقضى حاجته منها وذهب، وانتهى إِليها رجل، فقالت له: إِن الرجل فعل بي كذا وكذا، فذهب الرجل في طلبه، فانتهى إِليها قوم من الأنصار، فوقفوا عليها، فقالت لهم إِن رجلاً فعل بي كذا وكذا، فذهبوا في طلبه، فجاؤوا بالرجل الذي ذهب في طلب الرجل الذي وقع عليها، فذهبوا به إِلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: هو هذا.
فلمّا أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - برجمه قال الذي وقع عليها: يا رسول الله أنا هو، فقال للمرأة: اذهبي فقد غفر الله لك، وقال للرجل قولاً حسناً.
فقيل: يا نبي الله ألا ترجمه؟ فقال: لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة
(١) أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي، وقال شيخنا -رحمهُ الله -: "وهذا إِسناد صحيح على شرط البخاري"، وانظر "الإرواء" (٨/ ٣٠).