للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى أكرَمهم الله بالشهادة".

جاء في "المغني" (١٠/ ٥٥٠): "ولا يحلُّ لمسلم أن يهرب مِن كافِرَين، ومُباح له أن يهرب مِن ثلاثة، فإن خشي الأسرَ قاتل حتى يُقتَل" انتهى.

أقول: فينبغي علينا أن نتعرّف حقيقةً مُرَّة: وهي أنّ الإنسان -لو وقع الجهاد!!! - قد يفرّ مِن عشرين أو ثلاثين؛ إذا عَلِمت أنّ الكُفار بعضهم أولياء بعض وأن المسلمين متفرّقون متناحرون متنازعون، وأنّ الكفّار أكثر إعداداً وعدداً وسلاحاً وقوةً وتقدُّماً علميّاً، ونكاد أن نكون في مرتبة المتخلّفين!.

فلماذا لا يكون التقويم سديداً في أمور الجهاد والقتال؟!

وليس مرادي أن نَكِلَّ ونيأس؛ فقد قال ربُّنا سبحانه على لسان يعقوب -عليه السلام-: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (١). بل مرادي مِنْ ذلك، أن نسلُك الطريق الصحيح في الإعداد الجهادي المفضي إلى النصر بإذن الله -تعالى- (٢).

[المبايعة على الموت أو عدم الفرار]

عن مَعْقِل بن يَسار -رضي الله عنه- قال: "لقد رأيتُني يومَ الشجرة، والنبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يبايع النّاس وأنا رافع غُصْناً مِن أغصانها عن رأسه، ونحن أربعَ عَشْرَةَ مائةً، قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفرّ" (٣).


(١) يوسف: ٨٧.
(٢) وانظر عنوان (عَجَباً مِن التخبط والعشوائية في طلب النّصر).
(٣) أخرجه مسلم: ١٨٥٨، ورواه النسائي "سنن النسائي" عن جابر، وقال شيخنا -رحمه الله - "صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>