للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحج؟ فأمَر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[رجلاً] فنادى: الحجّ الحجُّ، يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع؛ فتمّ حجة، أيام منى ثلاثة، {فمن تعجل في يومين فلا إِثم عليه ومن تأخر فلا إِثم عليه} قال: ثمّ أردف رجلاً خلفه فجعل ينادي بذلك" (١).

الإِفاضة من عرفات إِلى المزدلفة:

ويبقى حتى غروب الشمس كما في حديث جابر: "فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرصُ" (٢).

فإِذا غربت الشمس؛ أفاض من عرفات إِلى المزدلفة وعليه السكينة والهدوء، لا يزاحم الناس بنفسه أو دابته أو سيارته، فإِذا وجد خلوة أسرع.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أنّه دفع مع النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم عرفة، فسمع النّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإِبل، فأشار بسوطه إِليهم وقال: أيها الناس! عليكم بالسكينة؛ فإِن البر ليس بالإِيضاع (٣) " (٤).

عن عروة قال: سئل أسامة وأنا جالس: كيف كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسير في


(١) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (١٧١٧)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي" (٧٠٥)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (٢٤٤١)، والنسائي "صحيح سنن النسائي" (٢٨٢٢)، وانظر "الإِرواء" (١٠٦٤).
(٢) أخرجه مسلم: ١٢١٨.
(٣) الإِيضاع: الإِسراع. وقال البخاري -رحمه الله-: {أوضعوا}: أسرعوا.
(٤) أخرجه البخاري: ١٦٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>