للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرادوك أن تُنزِلهم على حُكم الله؛ فلا تَنزِلْهم على حُكم الله، ولكن أنزلهم على حُكمك، فإنك لا تدري أتصيب حُكم الله فيهم أم لا" (١).

ما يجب على أمير الجيش أو قائده (٢)

١ - يجب على القائد أن يشاور أهل الرأي، لقول الله -تعالى-: {وَشَاوِرهُم في الأَمر} (٣).

ولما ثَبَت عن أنس -رضي الله عنه- "أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شاور حين بَلَغه إقبالُ أبي سفيان قال: فتكلَّم أبو بكر فأعرَض عنه، ثمّ تكلَّم عمر فأعرَض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أَمَرتنا أن نُخيضَها البحر لأخَضناها، ولو أَمَرْتنا أن نضرِب أكبادها (٤) إلى بَرْك (٥) الغِماد لفَعَلنا، قال: فندَب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النّاس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا" (٦).


(١) أخرجه مسلم: ١٧٣١.
(٢) انظر للمزيد- إن شئت- "الروضة الندية" (٢/ ٧٢٣).
(٣) آل عمران: ١٥٩.
(٤) قال بعض العلماء في تفسير قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لو أمَرْتنا أن نضربَ أكبادها" أي: الخيل والمراد ركوبها والسير عليها مهما نأى المكان، وخصَّ ضرب الأكباد بالذكر؛ لأن الفارس كان إذا أراد إسراع مركوبه؛ حرّك رجليه ضارباً على موضع كبده.
(٥) انظر للمزيد -إن شئت- في ضبط هذه الكلمة ما جاء في "شرح النووي" (١٢/ ١٢٥)، وهو موضع من وراء مكّة بخمس ليال، بناحية الساحل، وقيل غير ذلك وانظر المصدر السابق.
(٦) أخرجه مسلم: ١٧٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>