للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أم حجه عن أبيه ذاك أفضل أم ... ماذا الذي يا سادتي ظهرا

أفتوا مُحبّاً لكم نفسي فديتكمو ... وذكركم دأْبُه إِن غاب أو حضرا

فأجاب -رضي الله عنه-:

نقول فيه بأن الحج أفضل من ... فِعل التصدّق والإِعطاء للفُقَرا

والحج عن والديه فيه بِرُّهما ... والأم أسبق في البر الذي ذُكِرا

لكن إِذا الفرضُ خَصَّ الأَبَّ كان إِذًا ... هو المقدَّمَ فيما يمنع الضررا

كما إِذا كان محتاجاً إِلى صِلَةٍ ... وأمُّهُ قد كفاها من بَرَا البشرا

هذا جوابك يا هذا موازنةً ... وليس مفتيك معدودًا من الشعرا (١) ".

التكسُّب في الحجّ:

قال الله -تعالى-: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيّام معلُومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعِموا البائس الفقير * ثمّ لْيَقضُوا تَفَثَهُم ولْيُوفوا نُذورهم ولْيطَوَّفوا بالبَيت العِتيق} (٢).

قال ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره": "قال ابن عباس: {ليشهدوا منافع لهم} قال: منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة؛ فرضوان الله -تعالى- وأما منافع الدنيا؛ فما يصيبون من منافع البُدْن والذبائح والتجارات. وكذا قال مجاهد، وغير واحد: إِنها منافع الدنيا والآخرة، كقوله: {ليس عليكم جُناحٌ


= لكن لمسجده بالنّص قد شُرِعا ... هذا بيانيَ قد سَطَّرْتُ مختصرا
(١) "مجموع الفتاوى" (٢٦/ ١٠).
(٢) الحج: ٢٨ - ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>