للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمْعتُه يقول: "لا حمى إلاّ لله ولرسوله" (١).

قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "لا بأس بالبيات، ولا أعلم أحداً كَرِهَه" (٢).

القتال أول النهار أو الانتظار حتى تهُبّ الريح

عن صخرٍ الغامديِّ -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهمَّ بارِك لأمّتي في بُكورها (٣) وكان إذا بعثَ سريَّة أو جيشاً؛ بَعَثهُم من أوّل النهار، وكان صخرٌ رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارتَه مِن أوّل النهار؛ فأثرى وكثُر مالُه" (٤).

وعن جُبَير بن حَيَّة قال: "بَعَث عُمر النّاس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمُزان ... وذكر الحديث إلى أن قال: فقال النعمان: ربما أشهدَك الله مثلها مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يُندِّمك ولم يُخْزِك ولكني شهْدتُ القتال مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا لم يقاتِل في أول النهار؛ انتظر حتى تهبَّ الأرواح (٥) وتحضرَ


(١) أخرجه البخاري: ٣٠١٢ وهذا لفظه، ومسلم: ١٧٤٥ وتقدّم. قال العلاّمة العيني - رحمه الله- في "عمدة القاري": "معناه: لا حمى لأحد يخصُّ به نفسه، وإنما هو لله ولرسوله، ولمن وَرِث ذلك عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الخلفاء؛ للمصلحة الشاملة للمسلمين، وما يَحتاجون إلى حمايته".
(٢) انظر "الفتح".
(٣) قال في "المرقاة" (٧/ ٤٥٤): "أي صَباحِها وأوّل نهارِها ... ، وهو يشمَل طلبَ العِلم والكَسب".
(٤) أخرجه الترمذي وأبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٢٢٠٧)، وانظر "المشكاة" (٣٩٠٨).
(٥) الأرواح: جمع ريح وأصله الواو، لكن لما انكسر ما قبل الواو الساكنة انقلبت ياء والجمع يَرُدُّ الأشياءَ إلى أصولها ... "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>