للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا استُنفرتم فانفروا" (١).

ومعنى الكفاية في الجهاد: أن ينهض للجهاد قوم يَكْفُون في قتالهم؛ إمّا أن يكونوا جندا لهم دواوين (٢) من أجل ذلك، أو يكونوا قد أعدّوا أنفسهم له تبرعاً؛ بحيث إذا قَصَدَهم العدو حصلَت المنَعَة بهم، ويكون في الثغور من يدفع العدوَّ عنها، ويُبعَث في كل سنة جيش يغيرون على العدوِّ في بلادهم".

متى يتعيّن الجهاد (٣)

يتعيّن الجهاد في ثلاثة مواضع:

أحدها، إذا التقى الزحفَان، وتقابَل الصفّان؛ حَرُم على مَن حَضَر الانصراف، وتعيّن عليه المُقام، لقوله -تعالى-: {يا أيُّهُا اَلَذِينَءَامَنُوا إذَا لَقِيتُم فِئَةَ فَاثبُتُوا وَاَذكرُوا الله كثِيراً} (٤).

وقوله: {وَاصْبِرُوا إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ} (٥).

وقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٦).


(١) تقدّم تخريجه.
(٢) الدفتر الذي يُكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. "النّهاية".
(٣) انظر "المغني" (١٣/ ٨).
(٤) الأنفال: ٤٥.
(٥) الأنفال: ٤٦.
(٦) الأنفال: ١٥ - ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>