للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الجهر بالبسملة حديث صريح صحيح؛ بل صحّ عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الإسرار بها من حديث أنس، وقد وَقَفْتُ له على عشرة طرُق ذكَرْتها في تخريج كتابي "صفة صلاة النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" أكثرها صحيحة الأسانيد، وفي بعض ألفاظها التصريح بأنَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن يجهر بها، وسندها صحيح على شرط مسلم، وهو مذهب جمهور الفقهاء، وأكثر أصحاب الحديث. وهو الحقّ الذي لا ريب فيه".

[هل البسملة آية من الفاتحة؟]

قد اختُلف في ذلك، والراجح أنَّ النّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد عدّها آية، كما في


= الجهر بها، فقد روى البخاري: (٢/ ١٨٨) في "صفة الصلاة": باب ما يقول بعد التكبير عن أنس أنّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين، وأخرجه الترمذي (٢٤٦) وعنده: "القراءة" بدل "الصلاة"، وزاد: "عثمان" وأخرجه مسلم (٣٩٩) في الصلاة: باب حُجّة من قال لا يجهر بالبسملة بلفظ: "صليتُ مع رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ورواه أحمد (٣/ ٢٦٤) والطحاوي (١/ ١١٩)، والدارقطني (١١٩)، وقالوا فيه: فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. ورواه ابن حبان في "صحيحه" وزاد: ويجهرون بالحمد لله رب العالمين، وفي لفظ للنسائي (٢/ ١٣٥) وابن حبان: فلم أسمع أحداَ منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وفي لفظ لأبي يعلى الموصلي في "مسنده": فكانوا يستفتحون القراءة فيما يجهر به بالحمد لله رب العالمين، وفي لفظ للطبراني في "معجمه" وأبي نعيم في "الحلية" وابن خزيمة في "صحيحه" (٤٩٨) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ١١٩): وكانوا يُسرون ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٣٢٧): ورجال هذه الروايات كلهم ثقات مخرّج لهم في الصحيح جمع".

<<  <  ج: ص:  >  >>