للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يكن ذلك على سبيل التسخّط وإظهار الجَزَع (١)؛ وقد تقدّم حديث: "إِنّي أُوعَك كما يوعَك رجلان منكم".

وعن القاسم بن محمد قال: "قالت عائشة: وارأساه!! فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ذاك لو كان وأنا حيٌّ واستغفرَ لك وأدعوَ لك، فقالت عائشة: واثُكْلِيَاه (٢)!! والله إِني لأظنُّك تحبّ موتي، ولو كان ذلك لظَللْتَ آخر يومك مُعرِّساً ببعض أزواجك!!

فقال النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بل أنا وارأساه! لقد هممت -أو أردت- أن أرسل إِلى أبي بكر وابنه وأعهد؛ أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنّون! ثمّ قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون -أو يدفع الله ويأبى المؤمنون-" (٣).

وعن عروة بن الزبير قال: "دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء -قبل قتل عبد الله بعشر ليال- وأسماء وَجِعة، فقال لها عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وَجِعة." (٤).

المريض يُكتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً:

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذا


(١) انظر "فقه السّنّة" (١/ ٤٨٨).
(٢) أصْل الثُّكْل: فَقْدُ الولد أو من يعزّ على الفاقد، وليست حقيقته هنا مرادة، بل هو كلام كان يجري على ألسنتهم عند حصول المصيبة أو توقعها. "فتح".
(٣) أخرجه البخاري: ٥٦٦٦.
(٤) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٥٠٩)، وانظر "صحيح الأدب المفرد" (٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>