للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليثي: أنه أهدى لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حماراً وحشيّاً وهو بالأبواء (١) -أو بودَان (٢) - فردّه عليه، فلمّا رأى ما في وجهه قال: إِن لم نردّه عليك إِلا أنّا حُرُم (٣) " (٣).

جواز حلق الرأس للمحرم إِذا كان به أذى، ووجوب الفدية عليه (٤):

عن كعب بن عُجرة -رضي الله عنه- عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّه قال: "لعلك آذاك هوامُّك (٥)؟ قال: نعم يا رسول الله! فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسُك بشاة" (٦).

وفي رواية: "وقف عَليَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالحديبية؛ ورأسي يتهافت قملاً (٧).

فقال: يُؤذيك هوامّك؟ قلت: نعم. قال: فاحلق رأسك -أو قال: احلق- قال: فيّ نزلت هذه الآية: {فمن كان منكم مريضاً أو به أذًى من رأسه ... } إِلى آخرها، فقال النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صم ثلاثة أيام، أو تصدّق بفرق (٨) بين ستةٍ، أو انسُك


(١) مكانان بين مكة والمدينة.
(٢) أي: محرمون.
(٣) أخرجه البخاري: ١٨٢٥، ومسلم: ١١٩٣.
(٤) هذا العنوان من تبويب الإِمام النووي -رحمه الله- لـ "صحيح مسلم".
(٥) الهوامّ: جمع هائة، وهو ما يدبّ من الحشرات. وقال النووي -رحمه الله-: القمل.
(٦) أخرجه البخاري: ١٨١٤، ومسلم: ١٢٠١.
(٧) يتهافت قملاً؛ أي: يتساقط شيئاً فشيئاً. "فتح".
(٨) فرْق: بفتح الراء وإسكانها، لغتان. قال الحافظ في "الفتح": " .. ووقع في رواية ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عند أحمد وغيره: "والفَرَق ثلاثة آصع". ولمسلم [١٢٠١] من طريق أبي قلابة عن ابن أبي ليلى: "أو أطعم ثلاثة أرطال من تمر على ستة مساكين". =

<<  <  ج: ص:  >  >>