للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - صوم الدهر]

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال لي النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنّك لتصوم الدّهر وتقوم الليل، فقلت: نعم، قال: إِنك إِذا فعلْتَ ذلك هَجَمَت (١) له العين ونَفِهَتْ (٢) له النفس، لا صام مَن صام الدّهر، صوم ثلاثة أيّام صوم الدهر كلِّه.

قلت: فإِنّي أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم صوم داود -عليه السلام-: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يَفِرُّ إِذا لاقى" (٣).

وعن أبي قتادة -رجل (٤) أتى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلمّا رأى عمر -رضي الله عنه- غضبه قال: رضينا بالله رباً ... وذكَر الحديث إِلى أن قال عمر -رضي الله عنه-: "يا رسول الله! كيف بمن يصوم الدّهر كلّه قال: "لا صام (٥) ولا أفطر (٦) أو قال: لم يصُم ولم يُفطر" (٧).


(١) أي: غارت ودخَلَت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم. "النهاية".
(٢) أي: أعْيَت وكَلّت. "الفتح".
(٣) أخرجه البخاري: ١٩٧٩، ومسلم: ١١٥٩.
(٤) في بعض النسخ أنّ رجُلاً أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(٥) أي: ليس له أجر الصائم لأنه لا يشرع.
(٦) لأنه منَع عن نفسه الطعام، فليس حاله حال المفطرين.
(٧) أخرجه مسلم: ١١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>